الأنصار الأبرار
الأنصار الأبرار :
دعا النبي المختار ، صلى الله عليه وسلم للأنصار ، فقال : ” اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار “.
لقد كانوا أوفى الناس لعهدهم ، وأبرهم بالمهاجرين وبالجار ، وكانوا قمة في الإيثار .
كانوا شجعانًا في ساحة الوغى ، وشجعانًا كذلك في وغى الأفكار .
ولله در شوقي القائل :
آثارهم بعد الموت حياتهم … إن الخلود الحق بالآثار
- افتخار الأنصار :
عن أنس رضي الله عنه قال :
” افتخر الحيّان من الأنصار : الأوس والخزرج ، فقالت الأوس : مِنَّا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ( حنظلة بن أبي عامر ) ، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن : سعد بن معاذ ، ومنا من حمته الدّبر ( النحل ) عاصم بن ثابت بن أبي الأفلج ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت .
وقال الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم : زيد بن ثابت ، وأبو زيد ، وأُبَيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل “.
وأكبر فخر للأنصار ، أن يمدحهم الله العزيز الغفار ، في قرآن يُتلَى آناء الليل وأطراف النهار ، بقوله :
” وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ “. (الحشر : 9)
الأنصار في التاريخ الإسلامي هم أهل المدينة المنورة الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهم ينتمون إلى قبائل الأوس والخزرج .
هاجروا إلى يثرب بعد سيل العرم الذي أودى بسد مأرب فدخلوها بعد أن حاربوا بها يهود حتى استقر لهم الأمر بها .
وكانت بين الأوس والخزرج حروب طاحنة كان آخرها يوم بُعاث قبل الهجرة النبوية .
- نسب الأوس والخزرج :
الأوس : هم بنو الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد .
الخزرج : هم بنو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد .
- من أعلام الأوس :
سعد بن معاذ ( سيد القوم ) ، بشير بن سعد بن ثعلبة ، معاذ بن جبل ، محمد بن مسلمة ، خزيمة بن ثابت ، عاصم بن ثابت ، خبيب بن عدي ، عثمان بن حنيف ، حنظلة بن أبي عامر ، عمير بن سعد .
رضي الله عنهم أجمعين .
- من أعلام الخزرج :
سعد بن عبادة ( سيد القوم ) ، أسعد بن زرارة ، عبدالله بن رواحة ، أبو أيوب الأنصاري ، أبي بن كعب ، زيد بن ثابت ، حسان بن ثابت ، جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام ، عمرو بن الجموح ، سعد بن الربيع ، البراء بن عازب ، عبادة بن الصامت ، أبو سعيد الخدري ، زيد بن أرقم ، أبو دجانة ، أبو الدرداء ، الحباب بن المنذر ، أنس بن النضر ، أبو مسعود البدري ، أنس بن مالك ، البراء بن مالك ، سهل بن سعد ، حبيب بن زيد بن عاصم ، تميم بن زيد ، نسيبة بنت كعب ( والدة حبيب بن زيد ) ، رفيدة الأسلمية .
رضي الله عنهم أجمعين .
- فضلهم في الإسلام :
أثنى الله تبارك وتعالى على الأنصار فقال في كتابه العزيز : ” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “. (الحشر : 9)
وقال عز من قائل في حق المهاجرين والأنصار :
” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “. (التوبة : 100)
وقال الملك جل وعلا :
” لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ “. (التوبة : 117)
- وفي أحاديث المعلم صلى الله عليه وسلم :
قال عن حب الأنصار : « آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأنْصارِ ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنْصارِ ».
( صحيح البخاري ).
وقال أيضًا : « الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ ».
( صحيح البخاري ).
« إنَّ الأنْصارَ كَرِشِي وعَيْبَتِي ، وإنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ ويَقِلُّونَ ، فاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ واعْفُوا عن مُسِيئِهِمْ ».
( صحيح البخاري ).
« … يا مَعْشَرَ الأنْصَارِ ، أَما تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالدُّنْيَا وَتَذْهَبُونَ بمُحَمَّدٍ تَحُوزُونَهُ إلى بُيُوتِكُمْ ؟ قالوا : بَلَى ، يا رَسولَ اللهِ ، رَضِينَا ، قالَ : فَقالَ : لو سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا ، وَسَلَكَتِ الأنْصَارُ شِعْبًا ، لأَخَذْتُ شِعْبَ الأنْصَارِ ».
( صحيح البخاري ).
« … ألَا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنصارِ أن يَذهَبَ الناسُ بالشاءِ والبعيرِ ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ إلى رحالِكم ؟!
فوالذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ ، لَمَا تنقلِبون به خيرٌ ممَّا ينقلِبون به ، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِن الأنصارِ ، ولو سلَك الناسُ شِعْبًا وواديًا ، وسلَكتِ الأنصارُ شِعْبًا وواديًا ، لسلَكْتُ شِعْبَ الأنصارِ وواديَها ، الأنصارُ شِعارٌ ، والناسُ دِثارٌ ، اللهمَّ ارحَمِ الأنصارَ ، وأبناءَ الأنصارِ ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ ».
قال : فبكى القومُ حتى أخضَلُوا لِحاهم ، وقالوا : رَضِينا برسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قِسْمًا وحظًّا ، ثم انصرَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ، وتفرقوا .
( صححه الأرناؤوط ).
كَانَتِ الأنْصَارُ يَومَ الخَنْدَقِ تَقُولُ : نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا … علَى الجِهَادِ ما حَيِينَا أبَدَا
فأجَابَهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ : « اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ … فأكْرِمِ الأنْصَارَ ، والمُهَاجِرَهْ ».
( صحيح البخاري ).
اللهم ارحم الأنصار الأبرار ، والمهاجرين الأطهار ، وارضَ عنهم أجمعين .