إنصاف غير المسلمين لسيد المرسلين :
أنصفه كثيرون لم يدينوا بدين الإسلام ، ومنهم على سبيل المثال :
– المفكر الإنجليزى برنارد شو : قال : ” ما أحوج العالم إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة “.
– الدكتور شوميس الألمانى : قال : ” يقول بعض الناس إن القرآن كلام محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وهو حقًا محض افتراء ، فالقرآن كلام الله الموحى على لسان رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- فليس فى استطاعة محمد ذلك الرجل الأميّ أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء ، ويهدى الناس من الظلمات إلى النور ، وربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبى بهذه الحقيقة .. إننى درست القرآن فوجدت فيه تلك المعانى العالية ، والنظم المحكمة ، وتلك البلاغة التى لم أجد مثلها قط فى حياتى جملة واحدة منه تغنى عن مؤلفات ، هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه “.
– الدكتور ليتسين -أستاذ الديانة المسيحية فى جامعة برمنجهام فى بريطانيا- : يقول فى قصيدة له مخاطبا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
يا ابن مكة يا نسل الأكرمين يا معيد مجد الآباء والأمهات
يا مخلص العالم من ذل العبودية إن العالم ليفتخر بك
ويشكر الله على تلك المنحة العزيزة ويقدر لك مجهوداتك كلها
يا نسل الخليل إبراهيم يا من منحت السلام إلى العالم
ووقفت بين قلوب البشر وجعلت الخلاص شعارك
يا من قلت فى شريعتك إنما الأعمال بالنيات
لك منا جزيل الشكر
– العلامة ( ساديو لويس ) الفرنسى : قال : ” لم يكن محمد -صلى الله عليه وسلم- نبى العرب بالرجل البشير للعرب فحسب ، بل للعالم ، لو أنصفه الناس ، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب ، وأن تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه ، عظيم في أخلاقه ، عظيم في صفاته ، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد -صلى الله عليه وسلم- نبي المسلمين “.
– ومع صاحب كتاب ( مع الشرق والغرب ) الإنجليزى ( داز ) .. ومما قاله في كتابه : ” كان محمد -صلى الله عليه وسلم – زراعيًا وطبيبًا وقانونيًا وقائدًا ، اقرأ ما جاء فى أحاديثه ، تعرف صدق أقواله ، ويكفى أن قوله المأثور عنه : ” نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع ” هو الأساس الذى بُنى عليه ( علم الصحة ) ، ولا يستطيع الأطباء على كثرتهم ومهارتهم حتى اليوم أن يأتوا بنصيحة أثمن من هذه ” .. وقال أيضًا : ” إن محمدا -صلى الله عليه وسلم- هو الذى استطاع فى مدة وجيزة لا تزيد على ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم ، وأن يحدث ذلك الانقلاب المدهش ، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحرقة سكنًا لها واشتهرت بالشجاعة والغزو ورباطة الجأش والأخذ بالثأر .. فمن الذى يظن أن القوة الخارقة للعادة التى استطاع بها محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يقهر خصومه هى من عند غير الله ؟ “.
– الكاتب الفرنسى ( لوزان ) وكتابه ( الله فى السماء ) يقول : ” ليس محمد -صلى الله عليه وسلم- نبى العرب وحدهم ، بل هو أفضل نبى قال بوحدانية الله ، وإن دين موسى ، وإن كان من الأديان التى أساسها الوحدانية ، إلا أنه كان قوميًا محضًا ، وخاصًا لبنى إسرائيل ، وأما محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين وهما : التوحيد والإيمان بالبعث .. وقد أعلن دينه لعموم البشر فى أنحاء المسكونة ” .. ويقول فى نفس الكتاب : ” فرسول كهذا الرسول جدير باتباع رسالته ، والمبادرة إلى اعتناق دعوته إذ أنها دعوة شريفة قوامها معرفة الخالق والحث على الخير والردع عن المنكر ، بل كل ما جاء به يرمى إلى الصلاح والإصلاح ، والصلاح أنشودة المؤمن ، هذا هو الدين الذى أدعو إليه جميع النصارى “.
– الكاتب الإنجليزى ( إدوار لين ) وكتابه ( أخلاق وعادات المصريين ) : كتب عن نبى الإسلام منصفًا ، ومما كتبه : ” إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان يتصف بكثير من الخصال الحميدة ، كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق ، حتى إن الإسلام لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر ، كيف لا ، وقد احتمل عداء أهله وعشيرته بصبر وجلد عظيمين ومع ذلك فقد بلغ من نبله أنه لم يكن يسحب يده من يد من يصافحه حتى ولو كان يصافح طفلًا ، وأنه لم يمر يومًا من الأيام بجماعة رجالًا كانوا أو نساءً أو أطفالًا دون أن يقرئهم السلام وعلى شفتيه ابتسامة حلوة ، وقد كان محمد -صلى الله عليه وسلم- غيورًا ومتحمسًا ، وكان لا يتنكر للحق ، ويحارب الباطل ، وكان رسولًا من السماء ، وكان يريد أن يؤدي رسالته على أكمل وجه ، كما أنه لم ينس يومًا من الأيام الغرض الذي بعث لأجله ، ودائمًا كان يعمل له ويتحمل في سبيله جميع أنواع البلايا ، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد “.
– الكاتب الإيطالي ( ميخائيل أماري ) وكتابه ( تاريخ المسلمين ) : قال : ” لقد جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- نبي الإسلام بدين إلى جزيرة العرب ، يصلح أن يكون دينًا لكل الأمم ، لأنه دين كمال ورقي ، دين دعوة وثقافة ، دين رعاية وعناية ، ولا يسعنا أن ننقصه .. وحسب محمد ثناءً عليه أنه لم يساوم ، ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته ، على كثرة فنون المساومة واشتداد المحن ، وهو القائل : ” لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ” ، عقيدة راسخة ، وثبات لا يقاس بالنظير ، وهمة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشرية “.
– العلامة السويسري ( ماكس فان برشم ) وكتابه ( العرب في آسيا ) : قال عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- : ” إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية .. إن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال ، وإن افتخرت آسيا بأبنائها ، فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم “.
– الدكتور نبيل لوقا بباوي ( المفكر المصري ) : قال : ” أرسى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مبادئ العدل في معاملة المسلمين لغيرهم مما كان مثار إعجاب أقباط مصر ، ودفعهم للمساهمة في مساعدة القائد المسلم عمرو بن العاص الذي جاء على رأس أربعة آلاف جندي ليفتح مصر التي يحتلها الرومان ويتغلبوا على جنودهم وعددهم 135 ألف بيزنطي “.
وأضاف قائلًا : ” أقر الإسلام حرية الاعتقاد ، فلم يثبت خلال التاريخ الإسلامي أنه تم إجبار شخص على اعتناق الإسلام ، بل كان الاختيار في العقائد أصل من أصول الرسالة المحمدية ، عكس ما كان يعيشه الأقباط في عهد الرومان بمصر ، حيث أصدر هرقل إمبراطور الدولة الرومانية البيزنطية عام 630م مرسومًا بتوحيد الديانة في كل الولايات التابعة للدولة الرومانية على المذهب الكاثوليكي ، ولذلك رفض غالبية الشعب المصري وهم من الأرثوذكس ترك عقيدتهم التي يؤمنون بها ، فتعرضوا لأشد أنواع التعذيب لدرجة حرقهم وهم أحياء ، حيث أحرق مقياس بالجاز أمام أخيه البطريرك بنيامين .
وكان الرومان يقتلون الأقباط بوضعهم في الزيت المغلي ، وكشط جلودهم ، وإغراقهم بماء النيل ونال الأقباط التعذيب إلى درجة وصلت فيها دماؤهم لمنتصف أقدام خيول الرومان حسب وصف ساويرس بن المقفع مطران الأشمونيين ، وقدر عدد القتلى مائة ألف قتيل قبطي .. وأشار د/ لوقا إلى أن الأقباط كانوا يعانون قبل الإسلام من الضرائب الباهظة التي كانت تقضي على آمالهم في التنمية الاقتصادية ، وبالتالي عندما جاءت عدالة الحكم الإسلامي ، أخذ الأقباط وضعهم بالمساهمة في تنمية الاقتصاد المصري .. ومما يؤكد عدالة الرسالة المحمدية أن عمرو بن العاص بعدما فتح الإسكندرية أرسل لعمر بن الخطاب رسالة يشرح له معالمها ، قائلًا في نهايتها:
وبها 40 ألف يهودي من أهل الذمة .. بما يعني -ضمنيًا- الاعتراف بحمايتهم تحت مظلة الإسلام .. وكانت بداية عمرو بن العاص مصالحة مع الأقباط بمصر ، فأعاد الأنبا بنيامين ليتبوأ كرسيه في الإسكندرية ، وأصدر كتابًا للأمان هذا نصه :
” أينما كان بطريرك الأقباط بنيامين نعده بالحماية والأمان وعهد الله ، فليأت البطريرك ها هنا في أمان واطمئنان ، ليلي أمر ديانته ويرعى أهل ملته ” .. ولم يكن الأنبا بنيامين يطمع في أكثر من ذلك ، فعاد من المنفى بعد ثلاثة عشر عامًا ، ليستقبله الأقباط استقبال الفاتحين في الإسكندرية ( مقر البطريركية المرقسية ) “.
– مونتجومري وات قال عن رسولنا الأعظم -صلى الله عليه وسلم- : ” إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته ، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم ، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة .. كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه .. فافتراض أن محمدًا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها ، بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد “. ( عن كتاب : محمد في مكة )
– وهذا البروفيسور ( ماكريشنا راو ) وكتابه ( محمد النبي ) : قال : ” لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها ، ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة .. فهناك محمد النبي ، ومحمد المحارب ، ومحمد رجل الأعمال ، ومحمد رجل السياسة ، ومحمد الخطيب ، ومحمد المصلح ، ومحمد ملاذ اليتامى ، وحامي العبيد ، ومحمد محرر النساء ، ومحمد القاضي .. كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا “.
– ( المهاتما غاندي ) في حديثه لجريدة ( يانج إنديا ) يقول : ” أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك دون نزاع قلوب ملايين البشر ، لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته ، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقّته ، وصدقه في الوعود ، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه ، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته .. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق وتخطت المصاعب ، وليس السيف “.
” بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول ، وجدت نفسي آسفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة “.
– شهادة إنصاف فجرتها باحثة إيطالية : الإسلام بقرآنه ونبيه دين الوسطية والاعتدال والتسامح .
شيء طبيعي أن يتصدى للدفاع عن الإسلام أبناؤه ، ولكن اللافت للنظر أن تقوم امرأة غير مسلمة بمهمة الدفاع عن الدين الإسلامي وتطالب بإنصاف أتباعه ، الأمر الذي يسترعي انتباه المهتمين بقضايا التعايش السلمي بين أصحاب الديانات ، ولم يكتف دورها في مواجهة دعاة المتشددين في المؤتمرات الدولية ، ولكن تعدي هذا الدور الإيجابي في إصدارها لكتاب حول نبي الإسلام لتؤكد فيه أن الدين الإسلامي مجهول في الغرب والذي يحكمون عليه لا يعرفون عنه الكثير والسبيل إلى التزود بالمعرفة عنه هو الاقتراب من القرآن الكريم والسنة ومعرفة الكثير ، عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- .
وفي مؤتمر بإيطاليا حول الأديان حدثت المفاجأة ، حيث وقفت السيدة ( ريتا دي ميليو ) ، لتعلن أمام الجميع وتكرر ما جاء في كتابها حول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن الإسلام واقع لا نهاية له ، والغرب عندما ينحصر في نظرته إلى هذا الدين ويكتفي بمجرد رؤية امرأة محجبة أو قطيع من الجمال بالصحراء ، أو عملية إرهابية ، هذه النظرة لدين مثل الإسلام هي بعيدة تمامًا عن الحقيقة لأنه دين يتمتع بسمات لا حصر لها ؛ لأنه ناموس رباني وأسلوب حياة يتبعه أكثر من مليار مسلم تجمعهم جميعًا عقيدة الإيمان بالله الواحد الأحد وبرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وبالقرآن الكريم ، ذلك الكتاب الرباني المقدس ، وفي فلك هذا الدين تتعدد المذاهب والثقافات بين سنة وشيعة ومتصوفة وأصوليين ودعاة للعصرية ، وأوضحت أنه إزاء هذا الواقع يكون من الظلم التسرع بالحكم على الدين وأتباعه بأحكام فردية تؤدي إلى إحداث كراهية الغرب لأنهم يصدقون هذه المقولات التي لا تستند إلى أدلة لعدم معرفتهم بحقيقة الإسلام .
وقالت الباحثة الإيطالية : إن هناك جريمة ضد الإسلام يرتكبها الإعلام الغربي بعناوين غير مسئولة مثل ( الانتحاريون الإسلاميون ) و ( جنة الله ) لأن هذه الأقاويل تلقى الرعب في الأعماق وهي لا تشوه بشكل فاضح واقع هذا الدين السمح فقط بل تخلق لدى القراء والمشاهدين الغربيين هواجس نفسية تنقلب إلى رد فعل عنيف ضد ملايين المسلمين الذين لا صلة لهم إطلاقًا بالمتعصبين أو اليائسين الذين يقومون بعمليات انتحارية ويجرون في سيرهم المأساوي الكثير من الأبرياء ، ويخطئ الغرب مرة أخرى عندما يلجأون في تحليلهم للأحداث الانتحارية إلى أسلوب التعميم لأنهم بذلك يضعون على ملايين المسلمين مسئوليات عن أفعال هم بريئون منها تمامًا ودينهم يرفضها ورسوله يحرمها لأن الإسلام من يقترب منه يتأكد وسطيته واعتداله ورفضه وتحريمه تمامًا لكل مظاهر العنف والتطرف ، فالقرآن يقول : ” ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ” وقوله : ” لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ” ، وهو دين لا عنصرية فيه بدليل أنه يسمح للمسلم أن يتزوج من أهل الكتاب ممن ليست على دينه ولا يرغمها على الدخول معه في الإسلام وينجب منها أولادًا يكونون أسرًا ومجتمعات ، وتسأل هل هناك أفضل من هذا ؟!
وفي حيادية وشفافية كاملة قالت ( ريتا دي ميليو ) : أود أن أضيف أن الطريقة التي يتبعها بعض الكتاب الغربيين في عرضهم للإسلام تجعلهم كأنهم فقط ( حملة الحقيقة المطلقة ) إزاء المسلمين الأقل منهم علمًا ، كما يتصورون ، وأكدت أن هذا الحكم على الغرب ليس عامًا لأن هناك قلة من الغربيين يعترفون بأن الكثير من الأسباب التي أدت وتؤدي إلى عمليات العنف التي ينسبونها زورًا للإسلام ناتجة عن مشاكل سياسية خطيرة جدًا لم تجد حلًا عادلًا لها حتى الآن مثل القضية الفلسطينية ، ومن غرائز حضارتنا الغربية وساديتنا المتسلطة ما نسيء به إلى أتباع الدين الإسلامي الحنيف ، وأيضا شتم المقدسات والأدب المكشوف ونشر الإباحية والفواحش التي يحرمها الإسلام ، ويعاقب المرتكبون لها عقابًا شديدًا ، وكل ذلك يثير غضب المسلمين واشمئزازهم ويكون له رد فعل لأنهم ما زالوا متعودين على العفة والحياء ، واستطردت قائلة : لا أدعي أن جميع المسلمين طيبون وغيرهم رديئون ولا أقصد بهذا تبرير وتبرئة أعمال العنف التي تمارس أحيانًا بلا ضرورة والتي هي مضادة للعقائد الأخلاقية للدين الإسلامي وللأديان الأخرى والتي تشكل ضررًا جسيمًا لقضايا الإسلام والمسلمين .
وتقول : المسلمون إخواننا ، أكثر من مليار بني آدم مثلنا ، أكثر من مليار من خلائق الله ! هل يمكن أن يكونوا جميعًا أشرارًا ؟ لا .. لا يمكن لأن عددًا قليلًا من المتطرفين أو اليائسين هم المسئولون ولا يُتصور إلقاء اللوم على الجميع .
وفي النهاية أوضحت أن هذا الجهد الذي بذلته في التعرف على الإسلام هدفه المساهمة في إيضاح العقيدة الإسلامية للغرب الذين لا يعلمون عنها شيئًا وصولًا إلى تبديد الشكوك والانطباعات الخاطئة حولها وليس هذا العمل مقارنة بين الدين الإسلامي والدين المسيحي أو ديانة أخرى ولا هو بنقد فلسفي أو سيكولوجي ، عملي هذا أود أن يبقى فوق كل شيء .. شهادة احترام ومحبة لكل من المسلمين الذين قاسمتهم شوطًا ليس بالقصير من حياتي معهم وتلقيت من معظمهم الأسوة الحسنة والمنافع الروحية ، وشهادة المحبة والاحترام هذه تمتد إلى كل الذين لا أعرفهم وهم بالتأكيد أناس عادلون وشرفاء يشكلون الأغلبية الساحقة من أتباع هذه الديانة التوحيدية العظيمة ، وأرجو أن يكون إسهامًا وعنصرًا مهمًا من عناصر التعايش السلمي بين الأديان .
ندعوكم لقراءة : أوصاف المسلمين لسيد المرسلين
– توماس كارليل : مؤلف وفيلسوف إنجليزي قال : ” فى الحقيقة لقد أصبح من العار على أى إنسان متحضر من أبناء هذا العصر أن يصغى أو أن يعطى أذنيه إلى من يقولون من أن محمدًا مخادع وأن دين الإسلام كذب إن لنا أن نحارب ما يُشاع من هذه الأقوال المخجلة السخيفة لأن الرسالة التى قام بها وأداها ذلك الرسول العظيم وما زالت ستظل السراج المنير .. كذب والله ما يذيعه هؤلاء الكفار عن هذا الرجل العظيم محمد بن عبد الله لأنه من المحال أن يكون كاذبًا لأننى أرى الصدق أساسه ، وأن الرسالة التى دعا إليها ذلك النبى العظيم ظلت سراجًا منيرًا أربعة عشر قرنًا من الزمان لكثير من الملايين من الناس ، ولو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة سخفًا وعبثًا .. هل رأيتم رجلًا كاذبًا يستطيع أن ينشر دينًا بهذه الصورة ؟!
وفى الحقيقة ما الرسالة التى أداها هذا النبى إلا الصدق والحق ، وما كلمته إلا صوت حق صادق ، وما محمد إلا شهاب أضاء جنبات العالم أجمع ، ذلك أمر الله ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
لم يكن محمدًا متكبرًا ولا ذليلًا ، يخاطب قياصرة الروم ، وأكاسرة العجم ، ولم يكن يرضى بالأوضاع الكاذبة أو يسير تبعًا للاعتبارات الباطلة كما كان زاهدًا فى مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وجميع أموره وأحواله .. ألا يعد هذا مكرمة ومفخرة “.
وكان توماس كارليل قد ألف كتابًا اختار فيه عشرة أبطال صنعوا التاريخ وتركوا فيه أعظم الأثر وفى مقدمتهم كان نبى الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- خصص له فى الكتاب فصلًا طويلًا بعنوان : (البطل فى صورة النبى محمد رسول الإسلام ).
– ليو تولستوى : مفكر وفيلسوف روسى يقول تحت عنوان : حكم النبى محمد : ” مما لاشك فيه فإن النبى محمدًا من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة .. ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة بكاملها إلى نور الحق ، وجعلها تجنح للسكينة والسلام ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقى والمدنية ، فرجل مثل هذا جدير بالاحترام والتقدير ، إن محمدًا لم يقل عن نفسه أنه نبي الله الوحيد ، بل اعتقد أيضًا بنبوة موسى وعيسى وجميع الأنبياء السابقين وقال : ” إن اليهود والنصارى لا يُكرهون على ترك دينهم ” ، فكم أنت عظيم يا محمد .. يا رسول الله !! “.
– مايكل هارت : باحث أمريكى وهو صاحب كتاب الخالدون مائة أعظمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- كتب يقول : ” محمد هو الإنسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحًا مطلقًا على المستويين الدينى والدنيوى معًا ، ودعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات ، وأصبح قائدًا دينيًا وعسكريًا وسياسيًا ، وأثره ما زال قويًا متجددًا .. استطاع هذا النبى ولأول مرة فى التاريخ أن يوحد بين سكان شبه الجزيرة العربية الذين اشتهر عنهم شراستهم فى القتال ، وأن يهديهم جميعًا إلى الإيمان بالدعوة إلى الإله الواحد .. ولذلك استطاعت جيوش المسلمين الصغيرة المؤمنة أن تقوم بأعظم غزوات عرفتها البشرية ، فاتسعت الأرض لدى المسلمين من شمال شبه الجزيرة العربية ، وشملت الإمبراطورية الفارسية على عهد الساسانيين ، واكتسحت بيزنطة والإمبراطورية الرومانية .. لقد أرسى الرسول محمد قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعى والأخلاقى وأصول المعاملات بين البشر فى حياتهم الدنيوية والدينية كما أنه انفرد بنزول القرآن عليه دون غيره .. وفى هذا القرآن وجد المسلمون كل احتياجاتهم الدنيوية والدينية ، فليس فى المسيحية أو اليهودية مثل هذا الكتاب .. فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية أو اليهودية يشبه القرآن الكريم ، ولذلك كان أثر محمد -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام أكثر وأعمق من الأثر الذى تركه الأنبياء السابقون .. ولما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوة جبارة لا يستهان بها فيمكن أن يُقال إنه أعظم زعيم سياسى عرفه التاريخ ، إن عظمة النبى محمد وهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذى جعلنى أؤمن بأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- هو أعظم الشخصيات أثرًا فى تاريخ الإنسانية كلها “.
– لامرتين : المفكر الفرنسى الشهير .. قال : ” إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- هو المؤسس لعشرين إمبراطورية فى الأرض ، وإمبراطورية روحانية واحدة .. هذا هو محمد -صلى الله عليه وسلم- .. فهل هناك من هو أعظم من النبى محمد ؟ “.
– جيبون أوكلى : قال : ” ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور من خلال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله “.
– جوته : الشاعر الألمانى الأشهر وأمير الشعراء الألمان قال : ” إذا كان هذا هو الإسلام فكلنا إذًا مسلمون ، وكل من كان فاضلًا شريف الخلق فهو مسلم ” .. قال هذا بعدما عرف ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- .
– السير وليم سوير : يقول فى كتابه ( سيرة محمد ) : ” لقد امتاز محمد بوضوح كلامه ويسر دينه .. ولقد أتى من الأعمال ما أدهش الألباب .. ولم يشهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس وأحيا الأخلاق الحسنة ، ورفع شان الفضيلة فى زمن قصير كما فعل محمد -صلى الله عليه وسلم- “.
– مارسيل بوازار : أستاذ جامعى سويسري قال : ” لقد أظهرت الرسالة القرآنية وتعاليم النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- أنها تقدمية بشكل جوهرى ، وهذه الخصائص المميزة تفسر انتشار الإسلام السريع والمذهل خلال القرون الأولى من تاريخه “.
– راما كريشنا : البروفيسور والفيلسوف الهندوسى قال فى كتابه ( محمد نبى الإسلام ) : ” فى شخص نبى الإسلام شاهد الناس فعلًا هذه الظاهرة النادرة الحدوث ، ظاهرة اجتماع القدرة على صياغة أفكار ونظريات جديدة ، وظاهرة القدرة على تحريك الجماهير ، وظاهرة القدرة على القيادة الفعلية للجماهير .. تجتمع على وجه الأرض لأول مرة فى شخص حقيقى من لحم ودم يمشى على قدميه فوق سطح الأرض .. ألا وهو نبى الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- “.
– جون وليم درابز : فى كتابه ( تاريخ التطور الفكرى فى أوروبا ) : كتب يقول : ” بعد مضى أربعة أعوام على وفاة الإمبراطور استيفان فى سنة 569م ، وُلد فى مكة بشبه الجزيرة العربية الرجل الذى مارس أعظم تأثير على كل الرجال فى العالم “.
– ماسران : المفكر اليهودى الأمريكى فى بحثه الطويل عن القادة في العالم يقول : ” إن أعظم قائد في كل العصور هو محمد -صلى الله عليه وسلم- لأنه جمع أهم وظائف القيادة ، ويأتي بعده موسى وعيسى عليهما السلام ويعتبر محمد مؤسسًا لأمة من أعظم الأمم وإمبراطورية من أكبر الإمبراطوريات ، ومؤسسًا لدين من أعظم الأديان وذلك بمصادفة فريدة التفرد في التاريخ “.
– دوزى : قال عن النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- : ” لو صح ما قاله القساوسة من أن محمدًا نبي منافق كاذب فكيف نعلل انتصار المسلمين علي الشعوب والذى لم يقف عند حد ؟! وكيف لا يدل ذلك علي معجزة الرسول “.
– أرنست رينان : يقول بإنصاف : ” لقد دلتنى تجربتى العلمية والتاريخية أنه لا صحة لما أريد إلصاقه بالنبى محمد -صلى الله عليه وسلم- من كذب وافتراء كما أثبتت الوقائع التاريخية أنه كان بريئًا من روح الكبرياء ، متواضعًا صادقًا أمينًا لا يحمل المقت لأحد .. كانت طباعه نبيلة وقلبه طاهرًا وكان رقيق الشعور ” .. صلى الله على محمد ، صلى الله عليه وسلم .
– موير : قال : ” لقد أظهر محمد عظمته الحقيقية أنه لم يكن رجل عصر بعينه ، بل رجلًا لكل العصور .. ولم يكن محمد حالمًا ، بل عكف على ترسيخ أسس المجتمع الذي رسمه لنفسه ، كان رجل دولة لا نظير له .. فقد استطاع في عصر عمه التفسخ ، ولم يكن ثمة أمل في الشفاء منه أن يبني دولة ومجتمعًا على أسس عالمية رائعة “.
– روم لاندو : يقول في كتابه ( الإسلام والعرب ) : ” لم يعرف التاريخ أي تلفيق ديني متعمد حتى يكون صاحبه عبقريًا في الدجل استطاع أن يعمر طويلًا .. وإن الدين الإسلامي لم يعمر حتى الآن ما ينيف عن ألف وأربعمائة سنة فحسب .. بل إنه لا يزال يكسب كل يوم أتباعًا جددًا !! “.
– ديزريه بلانشيه : المستشرق الفرنسي قال : ” إن النبي محمدًا يعد من أبرز وأشهر رجال التاريخ فقد قام بثلاثة أعمال عظيمة دفعة واحدة وهي : أنه أحيا شعبًا ، وأنشأ إمبراطورية ، وأسس دينًا “.
* صلى الله وسلم وبارك عليك سيدي يا رسول الله .
– جوستاف لوبون : يقول ويشهد ويعترف : ” إذا كانت قيمة الرجال تقدر بعظمة أعمالها ، فأستطيع القول إن محمدًا كان أعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ “.
– كانديس ديفيز : باحثة تدرس بكلية الدراسات العالمية المتقدمة بجامعة ( هوبكنز ) .. كانت قد أبلغت الأمريكي دبليو بوش ( عدو الإسلام والمسلمين ) في معرض سؤال : ” إن نبي الإسلام محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان صاحب أول دستور ديمقراطي في العالم .. وهو الدستور الذي وضعه للمدينة المنورة .. وضع ضمن مبادئ هذا الدستور حماية المرأة وحقوقها ، ورعاية الأطفال والفقراء ، والمساواة بين جميع الناس ، وأسس حل النزاعات بين القبائل المتحاربة في الجزيرة العربية ، ومنح المرأة والرجل حقوقًا متساوية في التعبير عن آرائهم .. واحترام جميع الأديان وحماية أصحابها ” ، وقالت الباحثة : ” إن الطريف أن هذه المبادئ هي نفسها المبادئ التي يقوم عليها الدستور الأمريكي !! “.
حينئذ أبدى الرئيس الأمريكي المتعصب دهشته وهو يسمع هذا الكلام من باحثة أمريكية شابة ومسيحية فرد عليها قائلًا : ” أعتقد أن الإرهابيين قد خطفوا دينًا سمحًا ومسالمًا ليتخذوه وسيلة لأعمالهم “.
– دائرة المعارف البريطانية : كتبت عن رسول الإسلام صلوات الله وسلامه عليه : ” لقد كان أظهر الشخصيات الدينية العظيمة وأكثرها نجاحًا وتوفيقًا .. فقد ظهر النبي محمد في وقت كان العرب فيه قد هووا إلى الحضيض ، فما كانت لهم تعاليم دينية محترمة ولا مبادئ .. وإنه لعجيب حقًا أن يتم هذا في عشرين عامًا فقط .
إذًا لقد كانت تعاليمه سهلة من الميسور الأخذ بها ، وناجعة قاضية على جميع العلل الاجتماعية والأمراض الخلقية .. فليس الطبيب البارع من يدعي أنه الطبيب الأول ، بل الطبيب البارع من يشفي أكبر عدد من الحالات المستعصية .. كذلك المصلح الناجح ليس من يدعي أنه المصلح الأول بل من يقوم بإصلاح العالم فيهديه إلى الصراط المستقيم .. وهذا الذي رفع النبي محمدًا فوق هامات المصلحين والهادين “.
* ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا “. (الأحزاب : 45-46)
– ويقول براند شو في موضع آخر : ” لقد عكفت على دراسة كل تفاصيل سيرته .. إنه الرجل الفذ العظيم ، وهو -من وجهة نظري- غير معاد وغير معارض للمسيح -عليه السلام- ومن اللازم أن نطلق عليه : ( منقذ البشرية ) “.
* قال تعالى : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ “. (الأنبياء : 107)
* صلى الله على من أرسله ربه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى سواء السبيل .