أبو إسحاق النحوي :
هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل البغدادي ( 241 هـ - 311 هـ ).
نحوي من العصر العباسي .
وصفه ابن خلكان في [ وفيات الأعيان ] بقوله :
{ من أهل العلم بالأدب والدين المتين }.
صحب عبيد الله بن سليمان ( وزير الخليفة العباسي المعتضد بالله ) ، وعلَّم ابنه القاسم بن عبيد الله الأدب .
وُلد ببغداد وبها تُوفي .
كان يعمل في صناعة الزجاج ، فتركه واشتغل بالأدب .
تعلم على يد المبرد وثعلب وغيرهما .
– من مصنفاته :
- تفسير أسماء الله الحسنى .
- معاني القرآن وإعرابه أو المعاني في القرآن أو إعراب القرآن .
- ما ينصرف وما لا ينصرف .
- العروض .
- القوافي أو الكافي في أسماء القوافي .
- الاشتقاق .
- النوادر .
- الأمالي في النحو .
- فعلت وأفعلت .
- مَا فُسِّرَ مِنْ جَامِعِ المَنْطِقِ ، ألّفه خصّيصًا للخليفة المعتضد .
- خلق الإنسان .
- خلق الفرس .
- مُخْتَصَرُ النَّحْوِ .
- شرح أبيات سيبويه .
- أو الفَرْقُ بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنْثَى .
- المقصور والممدود .
- الوقف والابتداء .
- الأنواء .
- الإبانة والتفهيم عن معاني بسم الله الرحمن الرحيم ، أو الأسئلة الواردة على البسملة وأجوبتها .
- الرد على ثعلب في الفصيح .
- الشجرة أو التقريب .
- إفساد الأضداد .
- الإبدال والمعاقبة والنظائر .
– لقبه :
لقبه ستعرفه بمشيئة الله في النهاية ؛ لأن لَقَبه غلب عليه ؛ لاشتغاله في مطلع حياته بخراطة الزجاج ، وكان دخله من هذا العمل ضئيلًا لا يكاد يتجاوز الدرهمين ، وتاقت نفسه ، مع ما هو فيه من إقلال إلى التعلم ومعرفة اللغة ، فاتصل بمجلس «ثعلب» النحوي الكبير ، وظل يستفيد منه حتى وفد «المبرّد» على بغداد ، وما أدراكم من المبرد ، واتخذ له حلقة في المسجد ، فانتقل إلى حلقة المبرّد ، وكان هذا الأخير لا يعلّم إلا بأجر ، ولا يبذل لتلاميذه من علمه إلا بقدر ما يدفعون له من المال .
عرض ( صاحبنا ) عليه أن يدفع له درهمًا واحدًا كل يوم ما امتدت حياتهما ، سواء احتاج إلى التعلّم أو استغنى عنه ، على أن يمنحه المبرد من العلم أقصى ما يبذل من التعليم ، وقَبِل المبرد ، فلزمه ، واستطاع في زمن قصير أن يُحَصّل علمًا وافرًا ، حتى غدا من المقرّبين إلى أستاذه ، ووفى كلّ منهما لصاحبه. وظل التلميذ يدفع لأستاذه هذا الأجر .
ولمّا اتسع رزقه فيما بعد بذل له عطاءً أكثر وظلّ يرعاه إلى أن مات .
– هي أرزاق :
قال الإمام الذهبي في [ تاريخ الإسلام ] :
جاءه كتاب من بني مارمة من الصراة يلتمسون نحويًّا لأولادهم ، فخرج فعلمهم .
وقال هو بنفسه : كنت أنفذ إلي المبرد ( أستاذه ) في الشهر ثلاثين درهمًا .
ثم طلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبًا لابنه القاسم .. قال : فأدبته ، وكان ذلك سبب غناي .. وصح لي من جهته أموال كثيرة .
وعنه قال : قلت للقاسم وأنا أعلمه النحو : إن وليت الوزارة ماذا تصنع بي ؟ قال : ما تحب .. فقلت له : تعطيني عشرين ألف دينار .. فما مضت إلا سنون حتى وزر وأنا نديمه ، فجعلني أقدم له القصص ، فربما قال لي : كم ضمن لك صاحبها ؟ فأقول : كذا وكذا .. فيقول : غبنت .
قال : فحصل لي في مدة شهور عشرون ألف دينار ، ثم حصل لي ضعفها .
ووقَّع لي مرة من ماله بورقة إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار .
( تاريخ الإسلام للذهبي ).
– قالوا عنه :
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :
{ إِبْرَاهِيم بْن السري بْن سهل ، أَبُو إِسْحَاق النحوي ، صاحب كتاب « معاني القرآن ».
كَانَ من أهل الفضل وَالدين ، حسن الاعتقاد ، جميل المذهب ، وله مصنفات حسان فِي الأدب }.
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (1 / 31) :
{ كان من أهل العلم بالأدب والدين }.
وقال اليافعي في مرآة الجنان :
{ كان من أهل العلم بالأدب والدين المتين ، وله من التصانيف في معاني القرآن وعلوم الأدب والعربية }.
وقال ابن منقذ في الوفيات ( في وفيات سنة 310 ) :
{ وتوفي الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن السري النحوي صاحب التفسير ، سنة عشر وثلاثمائة }.
– حنبلي المذهب :
نقلت كتب التراجم عنه أنه كان حنبليًّا ، حتى رماه البعض بالتعصب للحنابلة .
– نماذج من تفسيره :
قال في معاني القرآن (2 / 288 ، ط دار الحديث) :
” وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ” ، اختلف الناس في تأويل هذا ، فأولى التأويلات باللفْظ أن يكون : ” وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ” ؛ لأنه لا يكون غير ما يشاءَ اللَّه ، وهذا مذهب أهل السنة ، قال اللَّه عزْ وجل : ” وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ “.
والمشيئة في اللغة بيِّنة لا تحتاج إِلى تأويل ؛ فالمعنى : ما يكون لنا أن نعود فيها إِلا أن يكون الله عزَّ وجلَّ قد سبقه في علمه ومشيئته أنا نعود فيها . وتصديق ذلك قوله : ” وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا “.
وقال في معاني القرآن (2 / 303) :
وقوله : ” وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ” ؛ أي : أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ بأنك لا ترى في الدنيا ، هذا معنى ” أرني أنظرْ إِليك ” إِلى آخره الآية ، وهو قول أهل الْعِلْم وأهل السنة .
وقال في معاني القرآن (4 / 274) :
وجاء في الحديث : ( لا تضامون في رؤيته ) ، والذي جاء في الحديث مخفف تُضَارونَ ، تضامُونَ ، وله وجه حسن في العربيَّةِ .
وهذَا مَوضِع يحتاجِ إلى أن يُسْتَقْصَى تفسيره لأنه أصل في السنة والجماعة ، ومعناه : لا يَنالُكُمْ ضيز وَلاَ ضيم في رؤيته .
أتدرون من ضيفنا في هذا المقال ؟
إنه أبو إسحاق النحوي الكبير : ﴿ الزَّجَّاج ﴾.
ندعوكم لقراءة : صاحب تجديد النحو
– مراجع المقال :
سير أعلام النبلاء للذهبي .
تاريخ الإسلام للذهبي .
وفيات الأعيان لابن خلكان .