كيف تكون محبة الرسول ﷺ ؟

كيف تكون المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم محبة صادقة ؟

السؤال :

أين تتجلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أو ما هي الأعمال التي نقوم بها محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب :

بالنسبة لمن أراد أن تكون محبته لرسول الله صلى الله عليه و سلم صادقة وأراد أن يترجم ذلك في صورة عملية فعليه أن يفعل ما يلي:

أولا :

عليه أن يطيع النبي صلى الله عليه و سلم في كل ما أمر .

وأن ينتهي عما نهى عنه النبي وزجر .

فيفعل ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و ينتهي عما نهاه عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم .

فربنا سبحانه وتعالى قال :
” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ “. (سورة المائدة : 92)

وقال :
” وَمَآ ءَاتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “. (سورة الحشر : 7)

فلا يليق بمسلم أن يقول إنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك يخالف ما أمره به رسول الله .

يدَّعي أنه يحب رسول الله ﷺ ثم :

يستمع للأفلام والمسلسلات .
أو يستمع إلى الاغاني المحرمة .
أو أن المرأة مثلا تتساهل في مسألة نمص الحواجب ونحو ذلك .

هذا كله لا يدل على المحبة الحقيقية .

ولذلك فربنا سبحانه و تعالى قال :
” قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “. (سورة آل عمران : 31)

فينبغي على من أراد أن يكون محبًا صادقًا للنبي صلى الله عليه وسلم أن :

١- يطيع النبي في كل ما أمر .
٢- وأن ينتهي عما نهى عنه وزجر .
٣- وأيضًا أن يصدِّق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر .
٤- يصدقه في كل ما أخبر عن ربه سبحانه وتعالى .
٥- وأن يكون موقنًا بذلك .

لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق بشيء من عند نفسه كما قال ربنا :
” وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوٰىٓ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحٰى (4) “. (سورة النجم : 3-4)

فلا يجوز أبدًا لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشك في شيء أخبر عنه المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فمن ذلك مثلا على سبيل المثال أن المصطفى أخبر في أحاديث صحيحة عن عذاب القبر .

فهل هؤلاء الذين يشككون الآن في مسألة عذاب القبر بحبون النبي صدقًا ؟

طبعًا هذا لا يُتصور على الإطلاق .

طالما أن المصطفى قد أخبر عن ذلك في أحاديث صحيحة فينبغي أن نصدقه في كل ما أخبر عن الله سبحانه وتعالى وكذلك من واجب النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يُعبد الله إلا بما شرع بمعنى أن المسلم لا يتعبد لله عز وجل بعبادة إلا على سنة رسول الله فربنا سبحانه وتعالى قال :
” فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صٰلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا “. (سورة الكهف : 110)

قال العلماء فليعمل عملًا صالحًا ، أي يكون فيه متابعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

يفعل الفعل الذي يبتغي به وجه الله كما فعله رسول الله ﷺ .

ندعوكم لقراءة : حب الصحابة للنبي ﷺ 1

فالنبي لما كان يصلي كان يقول :
” صلوا كما رأيتموني أصلي “.

ولما ذهب إلى الحج قال :
” خذوا عني مناسككم “.

وربنا سبحانه وتعالى أمرنا أن نفعل كل شيء كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا “. (سورة الأحزاب : 21)

فيبحث المسلم في كل العبادات عن كيفية فعل النبي ﷺ لها .

يأكل كما كان يأكل رسول الله ﷺ .
ويشرب كما كان يشرب رسول الله ﷺ .
ويقول الأذكار التي كان يقولها رسول الله ﷺ في الصباح والمساء وعند النوم .
ونحو ذلك .

فهكذا المسلم يفعل الفعل كما كان المصطفى ﷺ يفعله وأيضًا إذا وجد شيئًا ليس من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيجب عليه أن يبتعد عنه .

إذا وجد بعض الناس يحتفل بما يسمى :

بأعياد الميلاد .
أو بعيد المولد النبوي .
أو نحو ذلك من هذه الأعياد المبتدعة .
أو شم النسيم .
أو عيد الأم ونحو ذلك .

فلا يفعل ذلك مطلقًا .

لأن المصطفى ﷺ لم يفعل ذلك وهذه أمور تتعلق بالدين وطالما أنها تتعلق بالشرع والدين فلا يجوز لمسلم أن يزيد فيها شيئًا ، لأن من زاد شيئًا في ذلك فهو متهم لدين الله بالنقص ومتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ الرسالة وإن لم يقصد ذلك ولكن فعله يدل على ذلك .

فلذلك ينبغي على المسلم أن :

١- يبتعد عن هذه الأمور المبتدعة .
٢- أن يبتعد تمامًا عن البدع .

والبدع معناها أن يفعل الإنسان شيئًا لم يفعله رسول الله ﷺ فيما يخص أمر الدين .

الأمور الدنيوية الأصل فيها الإباحة والحِل طالما أنها ليس فيها شيء يخالف شرع الله عز وجل أما الإنسان الذي يأتي بشيء يتعلق في الدين فلابد أن يكون عنده دليل على هذا .

فلا يعبد المسلم ربه إلا بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فلذلك هذه الأمور التي يفعلها المسلم طاعة لله عز وجل لابد أن يبحث في كلٍّ منها :

أولا : هل فعله رسول الله ﷺ ؟
ثانيا : كيف فعله رسول الله ﷺ ؟

والأمر الخامس أن يكثر المسلم من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فهذه من علامات محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم .

وكذلك من علامات محبة رسول الله ﷺ : نصرة دينه .

فالذي يحب دينه ويحب رسوله ﷺ يدعو إلى الله عز وجل قدر استطاعته و يبلغ شرع الله عز وجل بشرط أن يتأكد من صحة ما يدعو إليه .

مثلا رأى إنسانًا لا يصلي ينصحه ويبين له بعض الأدلة الصحيحة التي تدل على فضل الصلاة والتحذير من تركها .

حينما يرى إنسانًا يستمع الأغاني يدعوه إلى الله عز وجل .

حينما يرى إنسانًا معرضًا عن ربه عز وجل ينصحه لوجه الله .

وبذلك يكون فعلًا محبًا لدينه ومحبًا لرسوله صلى الله عليه وسلم .

و لذلك من فعل هذا كان فعلًا محبًا صادقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا المحبة الصادقة لنبيه صلى الله عليه وسلم وأن يرزقنا اتباعه وأن يحشرنا يوم القيامة تحت لوائه وأن يسقينا من حوضه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا وأن نكون رفقائه في الجنة ونسأل الله عز وجل أن يختم لنا بخاتمة السعادة .

والله تعالى أعلم .

( من فتاوى الشيخ / نشأت القادوم حفظه الله ).

Exit mobile version