– قصيدة وشاعر :
قل للطبيب تخطفته يد الردى .. يا شافي الأمراض من أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما .. عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة .. من بالمنايا يا صحيح دهاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرة .. فهوى بها من ذا الذي أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام .. بلا اصطدام من يقود خطاكا
قل للجنين يعيش معزولًا بلا .. راعٍ ومرعى من الذي يرعاكا
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء .. لدى الولادة ماالذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه .. فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش ياثعبان أو .. تحيا وهذا السم يملأ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت .. شهدًا وقل للشهد من حلاكا
بل سائل اللبن المصفى كان بين .. دمٍ وفَرثٍ ما الذي صفاكا
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا .. ميت فاسأله من أحياكا
قل للمرير من الثمار من الذي .. بالمر من دون الثمار غَذَاكَا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى .. فاسأله من يانخل شق نواكا
وإذا رأيت النار شب لهيبها .. فاسأل لهيب النار من أوراكا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحًا .. قمم السحاب فسله من أرساكا
وإذا ترى صخرًا تفجر بالمياه .. فسله من بالماء شق صفاكا
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال جرى .. فسله من الذي أجراكا
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج طغى .. فسله من الذي أطغاكا
وإذا رأيت الليل يغشى داجيًا .. فاسأله مَنْ ياليلُ حاك دُجَاكا
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيًا .. فاسأله من ياصبحُ صاغ ضُحَاكا
فتجيب مافي الكون من آياته .. عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
ربي لك الحمد العظيم لذاتك .. حمدًا وليس لواحد إلاكا
يامدرك الأبصار والأبصار لا .. تدري له ولكُنْهِهِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني .. في كل شيء أَسْتَبينُ عُلاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى .. ما خاب يومًا من دعا ورجاكا
يا مجري الأنهار عاذبة الندى .. ما خاب يومًا من دعا ورجاكا
يا أيها الإنسان مهلًا ما الذي .. بالله جل جلاله أغراكا
– أما عن الشاعر :
فهو إبراهيم علي بديوي المولود عام 1903م مركز حوش عيسى محافظة البحيرة .
التحق بالكُتَّاب وهو في الخامسة من عمره ، وأتم حفظ القرآن الكريم ، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني عام 1920م وحصل على شهادة العالمية من كلية اللغة العربية عام 1935م .. عُيِّن مدرسًا للأدب العربي بمعهد طنطا الأزهرى عام 1937م ورُقِّيَ وكيلًا للمعهد عام 1954م .. عُيِّن شيخًا لمعهد دسوق الأزهرى عام 1959م ، ثم أصبح شيخًا للمعهد الديني بالإسكندرية وشيخًا لعلماء الإسكندرية عام 1962م .. اختير بعد بلوغه سن التقاعد مستشارًا لمحافظة البحيرة للشئون الدينية ورئيسًا لجمعية الشبان المسلمين بالبحيرة ، ورئيسًا للجمعية الشرعية .. أنشأ مكاتب وحلقات تحفيظ القرآن الكريم .. تُوفِي في محافظة العاصمة عام 1983م .
- من أعماله :
ظهرت موهبته منذ صباه ونُشِر له ديوانان تحت اسم ” البديويات ” ، وله الكثير والكثير بخلاف الديوانين .
رحمه الله رحمة واسعة .
قصيدة وشاعر ولا أروع .