علوم اللغة العربية

علوم اللغة العربية :

قال الله تبارك وتعالى :
” إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ “. (يوسف : 2)

وقال سبحانه :
” وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا “. (طه : 113)

وقال عز من قائل :
” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّـمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْـحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ “. (النحل : 103)

وفي كتابه الماتع [ تحت راية القرآن ] ، كتب الرائع مصطفى صادق الرافعي ، رحمه الله :
{ إن هذه العربية بُنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدًا عليها فلا تهرم ولا تموت ؛ لأنها أعدت من الأزل فَلكًا دائِرًا للنيِّرين الأرضيين العظيمين ( كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، ومِن ثَمَّ كانت فيها قوة عجيبة من الاستهواء كأنها أخذة السحر }.

من أعجب ما أنت قارئ ومن أجمل ما قيل في اللغة العربية في الوقت نفسه ؛ ما أثر عن أبي الريحان البيروني الفارسي الأصل أنه قال : { واللهِ لأَنْ أُهْجي بالعربية ، أحبُّ إليَّ من أن أُمدح بالفارسية }.

قال أهل اللغة : هي علومٌ يحترز بها عن الخلل في كلام العرب لفظًا أو كتابةً .

وتُسمَّى أيضًا : علم الأدب .

وتنقسم على ما صرَّح به علماء اللغة العربية إلى اثني عشر قسمًا ، منها أصولٌ ؛ وهي العمدة في ذلك الاحتراز ، ومنها فروع .

وعلم الأدب هو علم إصلاح اللّسان والخطاب وإصابة مواقعه ، وتحسين ألفاظه عن الخطأ والخلل ، وهو شعبةٌ من الأدب العام .

ولا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم ؛ لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهم .

لم تكن علوم اللغة العربية مدونـة في بداية الإسلام لاستقامــة اللسـان من جهــة الإعراب والمعاني والبيان ، فلم تدعُ الحاجة إلى تدوين شيء من ذلك .

فلما اتسعت الفتوحات في بلاد العجم من الفرس والروم ، دخل الكثير من الناس من أهل هذه البلاد في الإسلام ، وتكلموا بلغة العرب لحاجتهم إلى تعلم الكتاب والسُّنَّة من جهة ، ولحاجتهم إلى التعامل مع العرب من جهة أخرى .

لم يتكلم العجم بلغة العرب على الوجه الصحيح ، كما أن سُكْنَى العرب بين العجم في الأمصار المفتوحة أفسدت لسانهم الأصلي ، فدخل الفساد على اللسان العربي ؛ من أجل ذلك وضع علماء اللغة العلوم السابقة كقوانين للغة العرب يُقاس عليها الكلام ليعلم موافقته للغة العرب من عدمه .

وقد وجد العلماء أن مجرد علم الإنسان بقوانين اللسان العربي لايمكنه من التكلم بكلام العرب الصحيح ما لم يخالطهم ويتلقى هذا عنهم بالسماع على التدرج حتى تحصل له هذه الملكة ؛ ولهذا تجد الصبي الناشئ بين أعراب البادية يتكلم بكلام العرب وأساليبهم مع جهله بقوانين اللسان العربي التي وضعها العلماء ، إذ حصلت له الملكة بالمخالطة والسماع لا بتعلم القوانين .

وكان بعض السلف يحرصون على العيش مع الأعراب لتلقي اللغة الصحيحة كما صنع الشافعي رحمه الله .

وكان من عادة الخلفاء -وهم من سكان الأمصار كدمشق وبغداد- أن يرسلوا أبناءهم إلى بادية جزيرة العرب لتحصيل لغة العرب وفنونهم في الفروسية والقتال .

وإذا كانت مخالطة العرب الذين لم تفسد ملكتهم وكثرة الاستماع إليهم ضرورية لتحصيل ملكة التكلم بكلامهم الصحيح ، فإن هذه المخالطة بالرحلة إلى البادية والمُكث بها طويلًا لا تتيسر لكل من أراد تحصيل هذه الملكة ، فاستعاض العلماء عن ذلك بجمع الجيد من كلام العرب المنظوم ( الشعر ) والمنثور ( النثر ) وتدوين ذلك في كتب إذا أكثر الإنسان من قراءتها وحفظها يصبح بمنزلة من خالط العرب واستمع إليهم كثيرًا فتحصل له هذه الملكة .

وسُميِّت الكتب التي تجمع كلام العرب المنظوم والمنثور بكتب الأدب ، وهذا هو العلم الرابع من علوم اللغة العربية .

ندعوكم لقراءة : لغتنا الجميلة

– علوم اللغة العربية :

  1. علم اللغة .
  2. علم التصريف .
  3. علم النحو .
  4. علم المعاني .
  5. علم البيان .
  6. علم البديع .
  7. علم العَروض .
  8. علم القوافي .
  9. علم قوانين الكتابة .
  10. علم قوانين القراءة .
  11. علم إنشاء الرسائل والخطب .
  12. علم المحاضرات ومنه التواريخ .

أما الأصول فالبحث فيها إما عن المفردات من حيث جواهرها وموادها فعلم اللغة ، أو من حيث صورها وهيئاتها فعلم الصرف ، أو من حيث انتساب بعضها إلى بعض بالأصلية والفرعية فعلم الاشتقاق ، وإما عن المركبات على الإطلاق ، فإما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمعانيها الأصلية فعلم النحو ، وإما باعتبار إفادتها لمعان زائدة على أصل المعنى فعلم المعاني ، أو باعتبار كيفية تلك الفائدة في مراتب الوضوح فعلم البيان ، وإما عن المركبات الموزونة ، فإما من حيث وزنها فعلم العروض ، أو من حيث أواخر أبياتها فعلم القافية .

وأما الفروع فالبحث فيها إما أن يتعلق بنقوش الكتابة فعلم الخط ، أو يختص بالمنظوم فعلم عروض الشعراء ، أو بالمنثور فعلم إنشاء النثر من الرسائل ، أو من الخطب ، أو لا يختص بشيء منهما فعلم المحاضرات ومنه التواريخ ؛ وأما البديع فقد جعلوه ذيلًا لعلمي البلاغة لا قسمًا برأسه .

Exit mobile version