إمام وقصيدة

إمام وقصيدة :

تطلع الشمس وتغرب ومذهبه باقٍ لا ينصرم ، واسمه في سمو لا يتقهقر بل يتقدم .

قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : يا أبه ، أي رجل كان الشافعي ، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له ؟
فقال : يا بني ، كان الشافعي كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس ، فهل لهذين من خلف ، أو منهما عوض .

إنه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، الذي يلتقي مع النبي محمد ﷺ عند جدهما عبد مناف ؛ ذلك أن الشافعي هو : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي .

كذا قال الخطيب : في تاريخ بغداد .
وابن عساكر : في تاريخ دمشق .
وابن الجزري : في غاية النهاية .

رحمه الله رحمة واسعة .

من مثلكم لرسول الله ﷺ ينتسبُ … ليت الملوك لها من جدّكم نسبُ

ما للسلاطين أحسابٌ بجانبكم … هذا هو الشرف المعروف والحسبُ

أصلٌ هو الجوهر المكنون ما لعبت … به الأكفّ ولا حاقت به الريبُ

مرّت عليه عصور لا عداد لها … وليس يصدأ إذ لا يصدأ الذهبُ

خير النبيين لم يُذكَر على شفةٍ … إلا وصلّت عليه العجم والعربُ

خير النبيين لم يُقرَن به أحدٌ … وهكذا الشمس لم تُقرَن بها الشُّهُبُ

خير النبيين لم تُحصَر فضائله … مهما تصدّت لها الأسفار والكتبُ

الماءُ فاضَ زلالًا من أصابعه … أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهبُ

والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه … والصخر قد صار منه الماء ينسكبُ

واهتزّت الأرض إجلالًا لمولده … شبيهةً بعروسٍ هزّها الطربُ

نبوّةٌ ما أتاها باطلٌ أبدًا … ولا تملكها في حالةٍ كذبُ

نبوّةٌ كلها بالصدق ناطقةٌ … بالعدل قائمة ، آياتها عجبُ

قد طاردتها قريشٌ وهي قائمةٌ … وحاربوها ولكن كلهم غُلِبوا

يا من يكون شفيعي عند خالقه … في ساعة الحشر إن وافاني الطلبُ

إني إليك بأبناء لك انتسبوا … مستشفعٌ فلعلّي منك أقتربُ

ساداتنا الغرّ من أبناء فاطمة … طوبى لمن كان للزهراء ينتسبُ

من نسل فاطمة أنعم بفاطمة … من أجل فاطمة قد شرف النسبُ

ندعوكم لقراءة : في صحبة الشافعي

Exit mobile version