رحمته وسعت كل شيء

رحمته وسعت كل شيء :

الله الرحمن الرحيم ، وسعت رحمته كل شيء ، بكل ما تحمله الكلمة من معان ، فقد قالها ربنا الرحمن ، في آيات القرآن ، وهذا دليلٌ وبرهان ؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز :
” وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ “. (الأعراف : 156)

واجعلنا ممن كتبتَ له الصالحات من الأعمال في الدنيا وفي الآخرة ، إنا رجعنا تائبين إليك ، قال الله تعالى لموسى : عذابي أصيب به مَن أشاء مِن خلقي ، كما أصبتُ هؤلاء الذين أصبتهم من قومك ، ورحمتي وسعت خلقي كلَّهم ، فسأكتبها للذين يخافون الله ، ويخشون عقابه ، فيؤدون فرائضه ، ويجتنبون معاصيه ، والذين هم بدلائل التوحيد وبراهينه يصدقون .

من رحمة الله بك أن يجعلك سببًا ووسيلة لوصول رحمته وفضله إلى الآخرين المحرومين العاجزين .

وأنتَ تُعِدُّ فطورك ، فكِّر بغيركَ

لا تَنْسَ قوتَ الحمام

وأنتَ تخوضُ حروبكَ ، فكِّر بغيركَ

لا تنس مَنْ يطلبون السلام

وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء ، فكِّر بغيركَ

مَنْ يرضَعُون الغمام

وأنتَ تعودُ إلى البيت ، بيتكَ ، فكِّر بغيركَ

لا تنس شعب الخيامْ

وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزًا للمنام

وأنت تحرِّر نفسك بالاستعارات ، فكِّر بغيركَ

مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام

وأنت تفكِّر بالآخرين البعيدين ، فكِّر بنفسك

قُلْ : ليتني شمعةٌ في الظلام

توسّل أحد الصالحين إلى الله جلّ في علاه ، فقال :

اللهم إنك تقول : ” فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ” ، وأنا تبتُ من بعد ظلمي فارحمني .

فإن لم أكن أهلًا لذلك فإنك تقول : ” وكان بالمؤمنين رحيمًا ” ، وأنا مؤمن ، فارحمني .

فإن لم أكن أهلًا لذلك فإنك تقول : ” ورحمتي وسعت كل شيء ” ، وأنا شيء ، فارحمني .

فإن لم أكن أهلًا لذلك فأي مصيبة أعظم من مصيبتي أن تضيق عني الرحمة التي وسعت كل شيء فلم تسعني ، فأقول كما علّمتنا : ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” ، وأنت تقول : ” الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ” ، فارحمني ؛ فأنت أهل لذلك .. سبحانك ، ولا يُقال لغيرك : سبحان .

يتوسل الصالحون إلى الله بكل سبيل إلى رحمته .

ندعوكم لقراءة : أنت الرجاء

الرَّحِم الأولى هي مصدر الإنسانية ، لم يكن حمل حواء وبناتها في اليد أو الرجل ، كان في منطقة الرَّحِم ، وهي مشتقة من الرَّحْمة ، مَن وصلها وصله الله ، ومَن قطعها قطعه الله ، فالمرأة هي أيقونة الرحمة .

” لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال : الحمد لله .. فحمد الله بإذنه ، فقال له ربه : رحمك الله يا آدم ، اذهب إلى أولئك الملائكة -إلى ملإ منهم جلوس- فقل : السلام عليكم .
قالوا : وعليك السلام ورحمة الله .. ثم رجع إلى ربه ، فقال : إِن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم “.
﴿ أخرجه البخاري (3326-3327) ، ومسلم (2841) ، والترمذي (3368) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ﴾.

ليس مصادفة أن تكون الرحمة أول خطاب من الله جل في علاه ، لآدم عليه السلام ، وقوله سبحانه : يرحمك الله ، ليس دعاءً كما قد يُتَوَهم ؛ بل هو خبر وحكم وقرار ووعد .

أكثر الأسماء الحسنى ترددًا في نصوص الشريعة بعد اسم الله ، وهما مكرران في سورة الفاتحة ، ومن أكثر الأسماء ترددًا على ألسنة الخلق ، فكلمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وتحية ( السلام عليكم ورحمة الله ) عبارتان واسعتا الاستخدام جدًّا في حياتنا الإسلامية .

Exit mobile version