حدث بالفعل

حدث بالفعل :

هذه بعض الأحداث التي حدثت بكل تأكيد ؛ لأنها مأخوذة من الكتاب المجيد ، ومن أحاديث النبي الفريد ﷺ .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« احتجَّ آدمُ وموسى ، فقال له موسى : يا آدمُ أنت أبونا خَيَّبتنا وأخرجتَنا من الجنة ، قال له آدمُ : يا موسى اصطفاك اللهُ بكلامِه ، وخطَّ لك بيدِه ، أتلومُني على أمرٍ قَدَّره اللهُ عليَّ قبل أنْ يخلُقَني بأربعين سنةً ؟
فحَجَّ آدمُ موسى ، فحَجَّ آدمُ موسى ».
( متفق عليه ).

«فحَجَّ آدمُ موسى» ؛ أي : غلبه بالحجة ، وإنما كان موضع الحجة لآدم على موسى -عليهما السلام- أن الله سبحانه إذا كان قد علم من آدم أنه سيخرج من الجنة وينزل للأرض فكيف يمكنه أن يرد علم الله فيه ، فحجة آدم عليه السلام ظهرت ؛ لأن ما قُدِّر عليه أمر لا يمكن تغييره ولا رده ، بل هو قدر قدره العليم القدير ، فلا يمكن دفعه ، ولا رفعه بعد وقوعه ، فليس أمامه إلا التسليم .

قال الله تعالى : 
” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ “. (المائدة : 27-31)

هذه القصة تحكي بداية الصراع بين الحق والباطل ، وبين الخير والشر ، كيف أن المعصية يعقبها الحسرة والندم والمرارة التي تكون في نفس العاصي بعد ارتكابها للجريمة ؟
هذه العقوبة الدنيوية في الغم الذي يصيبه ، أما عقوبة الآخرة وبئس القرار ، فإنها من العقوبات الشنيعة الشديدة .

نادى نوح عليه السلام في الحيوانات مرة واحدة ، فركبت السفينة ، وقضى ألف سنة إلا خمسين عامًا ينادي في البشر ؛ فاختاروا الغرق !!

ثبتت آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون وهي في بيت أكبر طاغية ، وانتكست امرأة نوح عليه السلام وهي في بيت أكبر داعية !!
الواقع ليس عذرًا .

طلب إبراهيم عليه السلام ابنه للذبح فامتثل ، وطلب نوح عليه السلام ابنه للحياة فأبى !!

البعض بار لحد الذهول ، والبعض عاق لحد العجب .

قال الله تعالى في كتابه العزيز :
” قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ”. (الكهف : 73)

موسى عليه السلام وهو إمام الصبر ، وأحد أولي العزم من الرسل ، تألم من لَوْم الخضر .
فليس عيبًا أن نتألم أحيانًا .

قال الله الملك الحق :
” أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا ٱلْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا “. (الكهف : 79-82)

السَّفينةُ : لو لم تُثقب ؛ لسُلِبتْ !
يبتلي الله بالصغيرة ؛ لينجي من الكبيرة ؛ سبحانه من إله ، عليم خبير .

والغلام لو لم يُقتل ؛ لأشقى والديه !
في أخذ الله عطاء ؛ فهو يعلم السر في الأرض وفي السماء .

والجدار لو لم يُقَم ؛ لضاع مال اليتيمين !

مع كل ثُقبٍ ، وكل فقد ، وكل نعمة ، ردد :
{ اللهم صبرًا .. على ما لم نحط به خُبرًا }.

ندعوكم لقراءة : الغلام المؤمن الهمام

يقول الإمام ابن كثير :
هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش ، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل ، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود ، فأبادهم الله ، وأرغم آنافهم ، وخيَّب سعيهم ، وأضل عملهم ، وردهم بشر خيبة .

قال الله تعالى في كتابه العزيز عن الجن :
” وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “. (الأحقاف : 29-32)

كلما زاد عدد مرات استغفارك في يومك ، كلما فُتِحت لك مغاليق الأبواب ، وتيسرت لك الأمور الصعاب ، واستوطن قلبك السرور ، وتنحى عنك الهم ، وفتح الله عليك الرزق وصبه عليك صبًّا ، وهذا واقع ؛ فقد قال الله ﷻ على لسان نوح عليه السلام :
” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا “. (نوح : 10-12)

قال الله عز وجل :
” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “. (التوبة : 40)

هو سَابِقُ الصحابةِ وشيخُهم ، وهو الطالب المتميز الأول في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرفيق ، أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل وهو بهذا الوصف خلیق ، صحابی رقیق ، ما أروعه من رفيق ، وما أسعده من صديق .
لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الطريق ، وهو على فراق حبيبه لا يطيق ؛ فالحب بينهما عمیقٌ عميق .

مكر بهما الكفار ، والمكر السيء بأهله يحيق .
مناقبه كثيرة ولها في سماء الإيمان بريق .

” ثانی اثنین إذ هما في الغار ” … ولا تعليق .

رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سرة الفضائل ، ويأتي هذا الصحابي بعده في أمة الحبيب ؛ ولم لا وهو أول الأوائل .

لا يوجد في الصحبة أحدٌ في مضماره ، لا في مهاجري الإسلام ولا في أنصاره .

هو وزير الرسول الأحزم ، أفضلُ الأُمَّة ، وسيد المهاجرين وخيرهم ، وسابق الصحابة وشيخهم ، عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي .

يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في النسب في الجد السادس مرة بن كعب .

رضي الله عن صِدِّيق الأمة الأكبر : أبي بكر الصديق .

Exit mobile version