الوعي الذي غاب :
الشباب .. الشباب وما أدراك ما الشباب ؟!
هم عصب الأمة يا أحباب ، هم الظهر والسند من الباب إلى الباب ، هم القوة والمنعة يا أولي الألباب .
يجب توعيتهم وتربيتهم على السنة والكتاب ، وأن يقتدوا برسولهم والأصحاب .
هناك الكثير من الوعي قد غاب ، وخصوصًا لدى الشباب ، وإليكم بعض الأمور الخطيرة التي يجب أن ينتبه إليها المجتمع بأسره :
– أولًا : البعد عن الدين :
يبتعد كثير من الناس -وخصوصًا الشباب- عن الدين ؛ عن النهج القويم ، والصراط المستقيم .
فترى كثيرًا منهم قد غاب عن بيوت الله بالكلية ، ومنهم من يصلي الجمعة فقط ، ويظن أنه يصلي ، ومنهم من يأتي إلى المساجد في أوائل رمضان ، ودمتم بخير .
هذا الأمر لا يستقيم ؛ فالاستقامة خير من هذا الاعوجاج الفج الذي يودي بصاحبه إلى الهاوية ؛ دنيا وآخرة .
– ثانيًا : التدخين :
الشيشة والسجائر ، يبدأ بها الفتى الغر ؛ ليثبت رجولته ، كما يدَّعون ، فينخدع المسكين بما يقولون ، ويقع في الفخ ، ثم تبدأ رحلة العذاب إلى طريق الإدمان واللا وعي ، وشيئًا فشيئًا يدخل الشباب إلى دائرة لا يخرج منها إلا مدمرًا ، أو يتوب الله عليه .
– ثالثًا : المخدرات :
المخدرات ، هي وربي من المهلكات .
يريد أعداؤنا أن يدمروا مستقبل الأمة في شبابها ، فيسهلوا تهريبها إليهم ، وإذا غاب الوعي انتشرت المخدرات والمسكرات ، وكل ما من شأنه أن يلهي شبابنا ، ويقعده عن الجد والاجتهاد والعمل .
أفيقوا يا شباب المسلمين ، وانتبهوا إلى ما يُحاق بكم وببلادكم .
يرحمنا ويرحمكم الله .
– رابعًا : التقليد الأعمى :
أفردنا له مقالًا خاصًا به من قبل ، ولكن لا مانع من الإعادة ، ففيها تذكرة وإفادة .
عن أبي سعيد رضي الله عنه ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر ، وذراعًا بذراع ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ؛ قلنا : يا رسول الله ؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : فَمَن؟! “.
( متفق عليه ).
وفي رواية عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- مرفوعًا :
( لتتبعن سنن من كان قبلكم ، حذو القُذَّةِ بالقُذَّة ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه .
قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟ قال : فمن؟ ).
قلدناهم في كل الأمور السيئة ؛ في طريقة لبسهم ، ومشيهم ، وغنائهم ، وطعامهم ، وشرابهم ، ولعبهم ، ولهوهم ، حتى تسريحة شعرهم.
ومازال هذا التشابه يزداد يومًا بعد يوم ، حتى كاد أن يبلغ مداه ومنتهاه ، ولا يعلم مداه إلا الله ، جل في علاه ، وصدق رسول الله .
تابعناهم في كل ما فعلوه من أخلاق ذميمة ، وبدع محدثة وقديمة ، وأفعال سقيمة .
ندعوكم لقراءة : التقليد الأعمى
لله در القائل :
{ سقطوا في مستنقع الرذيلة فسقطنا ، وفعلوا المعاصي والآثام ففعلنا ، وأكلو الربا فأكلنا ، ونشروا الزنا والقبائح وما تستره غرف النوم فصَوَّرنا مثلهم ونَشَرنَا ، حتى ما يكون بين الرجل وأهله !!
دعوا إلى كل ما يخالف الفطر السوية والشرائع الربانية فما أنكرنا فعلهم ، بل صار منا من يدافع عنهم وعن قذاراتهم .
اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، فكان من هذه الأمة من عظم القبور والمشاهد ، ودعوا إلى الاختلاط والتبرج والتعري فاختلطت كثير من نساء المسلمين برجالهم وتبرجن وتعرين .
أقاموا الحفلات الماجنة والراقصة فأقمناها ، حتى شواطئ العراة في بعض بلاد المسلمين مثلها .
شابهناهم في كل شيء حتى في حلق الرؤوس ، ووشوم الأجساد والأيدي والأرجل ، ولبس الحلقان والسلاسل والبناطيل المقطعة ، والموضات الفاضحة والمضحكة }.
ما هذا الهوان ، يا أهل القرآن ؟!
والواجب على المسلم أن يلتزم شرع الله تعالى ، وأن يتبع سبيل المؤمنين ، ويترك مشابهة الكافرين ، وأن يعلن الولاء للإسلام وأهله ، وأن يتبرأ من الكفر وأهله .
– خامسًا : التعصب :
يتعصب بعض الناس تعصبًا أعمى ؛ يؤدي إلى التشاحن ، والكراهية ، والبغضاء ، وخصوصًا التعصب المذهبي ، أو الكروي ، أو غير ذلك من صور التعصب الممقوت .
والتعصب عند أهل اللغة معناه الشدة والإحاطة والنصرة .
والتعصب اصطلاحًا هو : التشدد وأخذ الأمر بشدة وعنف ، وعدم قبول المخالف ورفضه ، والأنفة من أن يتبع غيره ولو کان على صواب .
قال الأستاذ محمد رشيد رضا :
{ من تجرد من جلابيب الحظوظ والأغراض ، وترفع عن التحزب للأديان والأجناس ، ونظر في الشؤون بعين الإنصاف ، جاعلًا مطمح نظره الحقيقة – تجلى له أنه لا فرق بين التعصب للجنس والتعصب للدين ، إلا بما يكون به الأول أشرف رابطة وأقدس مناطًا ، وأن كلًّا منهما فضيلة ، إذا وقف عند حد الاعتدال ، وأن الغلو في كل منهما رذيلة تدعو إلى ايذاء المتعصب لمخالفه فيما قامت به العصبية ، وتحمله على التعدي وهضم الحقوق واختلاس المنافع }.
والتعصب يكون على قسمين :
الأول : تعصب محمود ؛ وهو التعصب على نصرة الحق .
والآخر : تعصب مذموم ؛ وهو التعصب على الظلم أو البدعة أو على أمر شرعي مختلف فيه خلافًا سائغًا مما يؤدي إلى الفرقة والعداوة ؛ كما يقع من بعض أتباع المذاهب أو بعض الجماعات الإسلامية ، أو في ملاعب الكرة .
قال فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في رسالته في القضاء إلي أبي موسي الأشعري رضي الله عنه :
” إن الحق قديم وإن الرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل “.
فالحذار .. الحذار ، والبدار .. البدار ، فلنأخذ جميعًا : قادة ، وعلماء ، وآباء وأمهات ، ومعلمون ومعلمات ، بأيدي الشباب ، من البنين والبنات ؛ من أجل إصلاح حال الأمة بأسرها ، يرحمنا ويرحمكم الله .