القرآن المذهل :
الدكتور جاري ميلر عالم رياضيات كندي الأصل .
كان قسيسًا في كندا يدعو إلى النصرانية ، بل كان من أكبر الدعاة إليها .
وقصته مع الإسلام من أعجب العجب ؛ فقد درس القرآن بهدف إيجاد أخطاء فيه يساعده في دعوته للنصرانية ، لكنه ذُهل مما وجده فيه ، بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم ، بل وجد سورة في القرآن باسم ” مريم ” ، ووجد تكرارًا لاسم عيسى عليه السلام ؛ حيث ذُكر 25 مرة بينما ذُكر اسم نبي الإسلام ” محمد ” عليه الصلاة والسلام 4 مرات .
ولفتت نظره الآية : « أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَافًا كَثِيرًا ». (سورة النساء : 82)
حيث يعتقد أنه من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها ، في حين أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه .
كما بهرته وزادت إيمانه بالقرآن والدين الإسلامي سورة ” المسد ” وما بها من تحدٍ ومصداقية .
أشهر الرجل إسلامه ، واتخذ لنفسه اسم ” عبد الأحد عمر ” ، وكتب كتابًا بعنوان [ القرآن المذهل ].
- سورة المسد :
قال الله تعالى في محكم التنزيل :
« تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ * مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ * سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ * وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ ». (المسد : 1-5)
يقول عالم الرياضيات الكندي الشهير ” جاري ميلر ” :
نزلت سورة ( المسد ) قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات ، وطوال العشر سنوات كان أمامه فرصة أن يعلن إسلامه ولو بالتظاهر فقط ؛ وبالتالي يسقط القرآن إلى الأبد ، ولكنه لم يفعل !!
كيف وثق محمد -صلى الله عليه وسلم- أن أبا لهب لن يفعل ذلك إلا إذا كان هذا القرآن من عند الله .
ويوضح الدكتور جاري ميلر هذا الكلام بتفسير أكثر في كتابه [ القرآن المذهل ] ، فيقول :
هذا الرجل ؛ أبو لهب ، كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا لدرجة أنه كان يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ؛ ليقلل من قيمة ما يقوله ، وإذا رأى الرسول يتكلم الي أناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ، فيذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد ؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ، ولو قال لكم ليل فهو نهار !!
والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه !!
و يواصل بقوله :
وقبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد ، هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار ؛ أي بمعنى آخر أن أبا لهب لن يدخل الإسلام .
وخلال عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول : { محمد يقول إني لن أسلم و سوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلمًا }.
الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا ؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي ؟
لكن أبا لهب لم يفعل ذلك تمامًا رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .
يعني القصة كأنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني ، حسنًا لديك الفرصة أن تنقض كلامي !
لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة !! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الاسلام بدقيقة واحدة !
ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم .
كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيًا من الله ؟
كيف يكون واثقًا خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله ؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا معنى واحدًا ؛ هذا وحي من الله .
- مُبَشِّر نَشِط :
كان الدكتور جاري ميلر من المبشرين النشطين جدًّا في التبشير بالنصرانية ، فقرر أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تقوي موقفه عند دعوته المسلمين للنصرانية ؛ فانتهى به الأمر إلى أن أصبح من أكبر دعاة الإسلام ، وبدلًا من أن يجد أخطاء في القرآن ، أسلم وألَّف كتابًا بعنوان : القرآن المذهل !!!
أرأيتم ، كيف تكون الهداية من الله ؟!
« إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ». (القصص : 56)
- دليل واضح على النبوة :
قال العلماء : وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوة ؛ فإنه منذ نزل قوله تعالى : ( سيصلى نارًا ذات لهب . وامرأته حمالة الحطب . في جيدها حبل من مسد ) فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان ، لم يقيض لهما أن يؤمنا ، ولا واحد منهما لا ظاهرًا ولا باطنًا ، لا مُسِرًّا ولا مُعلنًا ، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة .
- الله عاصمه :
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي وأبو زرعة ، قالا : حدثنا عبدالله بن الزبير الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا الوليد بن كثير ، عن ابن تدرس ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما نزلت : ( تبت يدا أبي لهب ) أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ، ولها ولولة ، وفي يدها فهر ، وهي تقول :
مذممًا أبينا .. ودينه قلينا .. وأمره عصينا .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله ، قد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنها لن تراني ” ، وقرأ قرآنًا اعتصم به ، كما قال تعالى : « وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ». (الإسراء : 45)
فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا أبا بكر ، إني أُخبرت أن صاحبك هجاني ؟
قال : لا ورب هذا البيت ما هجاك .
فوَلَّت وهي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها .
قال : وقال الوليد في حديثه أو غيره : فعثرت أم جميل في مرطها وهي تطوف بالبيت ، فقالت : تعس مذمم .
فقالت أم حكيم بنت عبد المطلب : إني لحصان فما أكلم ، وثقاف فما أعلم ، وكلنا من بني العم ، وقريش بعد أعلم .