كن مع الله :
ما أجمل أن يكون العبد في معية الملك جل في علاه ، لا يسأل إلا اللَّه ، ولا يتوكل على أحدٍ سواه ، ولا يعبد إلا إياه ، ولا يستعين إلا بسيده ومولاه .
– رضا اللَّه .. ورضا العبد :
الأستاذ الدكتور محسن محمد أحمد علي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة الفيوم قال في برنامج ( بريد الإسلام ) في إذاعة القرآن الكريم ردًّا على سؤال أحدهم :
{ إن قول اللَّه عز وجل :
” رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ “.
جملة قرآنية مباركة تكررت في أربعة مواضع في القرآن الكريم :
- الأولي في الآية التاسعة عشرة بعد المائة من سورة المائدة حيث يقول اللَّه عز وجل :
” قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “.
- وفي الآية الثانية والعشرين من سورة المجادلة في قول اللَّه عز وجل :
” لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “.
- وفي الآية الثامنة من سورة البينة في قول اللَّه عز وجل :
” جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ “.
وفي هذه الآيات الثلاث نجد الحديث عن رضا اللَّه سبحانه وتعالى عن عباده المؤمنين ورضاهم عنه سبحانه وتعالى في الآخرة ، فهم يكونون في سعادة ورضا لما وجدوا من نعيم أنعم اللهُ عز وجل به عليهم .
- هذه الجملة القرآنية المباركة وردت في موضع رابع في الآية المائة في سورة التوبة بمعنى أن الرضا يكون في الحياة الدنيا ، في قول اللَّه عز وجل :
” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “.
في هذه الآية الكريمة بيان لارتفاع مكانة المؤمنين الذين رضي اللَّه عز وجل عنهم ورضوا عنه حيث إن اللَّه سبحانه وتعالي جعلهم أهلًا لعبادته ومناجاته فتقبل أعمالهم ورفع درجاتهم ، وهذا الاختيار فضل عظيم من اللَّه عز وجل تفضل به عليهم .
ورضا العبد عن اللَّه عز وجل في الدنيا يعني الرضا والتسليم بكل ما قسمه اللهُ عز وجل لهم في الحياة الدنيا ، وأن يرضى العبد عن اللهِ عز وجل في جميع الأحوال من خير أو صحة أو مرض أو عطاء أو منع ، وهو راضٍ في كل الأحوال ، فهو يعيش مطمئنًا راضيًا تحيطه رعاية اللَّه سبحانه وتعالى ورضوانه ورحمته }. (انتهى)
– تتكون من شقين :
هذه الجملة تتكون من شقين :
الأول : هو رضا اللَّه عن العبد ، وهذا هو ما نسعى إليه جميعًا ، وأظنُ أنَّ هذا الشق مفهومٌ للجميع .
الثاني : وهو -الأصعب- وهذا ما أردتُ التركيزَ عليه وهو قول اللَّه تعالى : ” ورضوا عنه “.
وهنا السؤال :
هل أنت راضٍ عن اللَّه ؟
هل تعرف ما معنى أن تكونَ راضيًا عن ربك ؟
– الرضا عن اللَّه :
هو التسليم والرضا بكل ما قسمه اللهُ لك في هذه الحياة الدنيا من خيرٍ أو شر .
الرضا عن اللَّه :
يعني إذا أصابك بلاءٌ ، امتلأ قلبُك يقينًا أنّ ربَّك أراد بك خيرًا بهذا البلاء .
الرضا عن اللَّه :
يعني أن تتوقفَ عن الشكوى إلى البشر ، وتفوضَ أمرَك إلى الله وتبثَ إليه شكواك .
الرضا عن اللَّه :
يعني أن ترضى عن ربك إذا أعطاك ، وإذا منعك ، وإذا أغناك ، وإذا أخذ منك ، وإذا كنتَ في صحة وإذا مرضتَ .
أن ترضى عن ربك في كل أحوالك .
انظر حولك واسأل نفسك :
هل أنت راضٍ عن شكلك ، زوجك ، أهلك ، قدرك ؟
فكل هذه الأشياء قد اختارها اللهُ لك .
فهل أنت راضٍ باختيار اللهِ لك .
– خمس نقاط :
هناك خمسُ نقاطٍ مهمة يجب أن نفهمَها خلال تدبرنا لهذه الجملة في الآيات الأربع :
1. الرضا عن اللَّه لا يتنافى أبدًا مع الألم الذي قد نشعر به أحيانًا لسبب أو لآخر ، فنحن بشرٌ وهذه الدنيا دارُ ابتلاء ، ولم ولن يسلم منها أحدٌ ، فخير خلق اللهِ بكى عند وفاة ابنه .
2. هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر .
أن تصبرَ يعني أن تتحملَ الألَم ؛ لأن هذا قدرُك وليس في يدك شيء غير الصبر ، ولكن الرضا أن تشكرَ اللَّه على هذا الألم .
3. الرضا عن اللَّه منزلةٌ عاليةٌ لا يصلُ إليها إلا من امتلأ قلبُه حبًّا للَّه ، فهناك أناسٌ حولنا عندما يمرون بأي ضائقة تسمعهم يرددون : ” وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ” ، ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين .
4. اعِلَمْ علمَ اليقين أنّ اللهَ لا يبتليك إلا ليغفرَ ذنوبَك أو ليرفعَ درجتَك في الجنة ، فارضَ عن ربك .
5. الإنسان إذا لم يرضَ عن ربه ، فحتى لو ملك الدنيا كلَّها فلن يرضى أبدًا ، لحديث : ” من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ” ، وسيبقى ساخطًا على كل شيء ، وسيعيشُ حياته في نكد وشقاء .
لذلك الواجب عليك -يا مؤمن- لتدبر هذه الجملة القرآنية الرائعة أن :
- تتأمل حياتَك وتركز على كل ما حُرِمتَ منه أو أُخِذ منك ، واسألْ نفسك هل أنت راضٍ عن اللَّه ، وكرر : ربي إني راضٍ عنك فارضَ عني .
- تراقبْ كلماتِك وتصرفاتِك ، إذا كنتَ ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر ، فاعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك .
- تتذكر أنّ الرضا عن اللَّه هو السبيلُ لرضا اللَّه عنك .
- تتقرب إلى اللَّه بكل ما يزيدك حبًّا للَّه ، فإذا أحببتَ اللَّه ؛ أحببت قضاءه وقدره .
تذكر أن :
[ ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ].– الكفاية بالله وحده :
أحبائى فى الله ، هل جربتم أن تعيشوا مع إحساس الكفاية بالله وحده ؟
أن تكتفي بالله وحده عن كل شيء ، وتنشغل به وحده سبحانه وتعالي ؛ فيملأ فراغات نفسك وروحك ، فلا تشعر بغياب أحد دونه ، أو بُعده عنك ، ” أليس الله بكافٍ عبده “.
عندما تُظلَم ولا تجد نصيرًا واحدًا يدافع عنك ، ” وكفي بالله نصيرًا “.
عندما تشعر بالوحدة ويتحاشاك كل من حولك ، ويخذلك أقربُ الناس إليك ، ” وكفي بالله وكيلًا “.
عندما لا تجد من يُقدِّر جهدك ، وتُتهَم دومًا بالفشل والنقص والتقصير ، ” وكفي بالله عليمًا “.
كفي بالله وحده .
كفي به حسيبًا ونصيرًا وكافيًا ووكيلًا .
كفي به حبيبًا ، كفي به أنيسًا وجليسًا وعليمًا .
اكتفوا بالله .. يا أحبائي .
فهو وحده جل وعلا الذي لا يغيب .
ولا يتركنا مهما بدر منا .
وعندها لن يفرق معك : من خان ، ومن استهان ، ومن جرح ، ومن غاب ، ومن كذب ، ومن خدع ، ومن شهد زورًا ، ومن ظلمك ومن افترى عليك .
اللهم لا تحوجنا لأحد إلا إليك .
– المُوَفِّق هو الله :
قال الشيخ عبد الرزاق البدر :
● لا يمكن أن يصلح لك فرد من أفراد ذريتك إلا إذا أصلحه الله لك ، مهما اجتهدت في تأديبه وتربيته وأطْرِهِ على الحق ، وإلزامه بالاستقامة لا يمكن أن يستقيم ويَصلُح إلا إذا أصلحه الله لك .
● فالهادي هو الله ، والموفق هو الله سبحانه وتعالى .
● ولهذا ينبغي على المسلم أن يَعْظُمَ رجاؤه بالله ، وسؤاله لله ، وإلحَاحُه على الله -سبحانه وتعالى- أن يصلح ذريته .
● فها هو خليل الرحمن في دعائه يقول : ” رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ “.
– لا تقنط من رحمة الله :
كن مع سيدك -تحت جميع الظروف- ، فهو سبحانه يعلم نيتك ، فلا تقنط من رحمته ، فهو سبحانه القائل في محكم التنزيل :
” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “. (الزمر : 53)
وفي التفسير :
«قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا» بكسر النون وفتحها ، وقرئ بضمها ، تيأسوا «من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا» لمن تاب من الشرك «إنه هو الغفور الرحيم».
وفي التفسير الميسر :
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي ، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب : لا تَيْأسوا من رحمة الله ؛ لكثرة ذنوبكم ، إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت ، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده ، الرحيم بهم .
– احفظ الله يحفظك :
كن مع الله ؛ يحفظك الله ويرعاك ، ولا يشقيك دنيا وآخرة .
عن أبي العباس عبدالله بن عباسٍ رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا ، فقال : ” يا غلام ، إني أعلمك كلماتٍ : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألتَ فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام ، وجفَّت الصحف “. (رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيحٌ)
– لا شقاء مع هؤلاء :
هناك حالات وردت في كتاب الله عز وجل لا يجتمع الشقاء معها أبدًا ؛ حيث لا يكون الشقاء مع أهل الدعاء ، ولا مع البارين بأمهاتهم ، ولا مع أهل القرآن ، ولا مع المهتدين ، ولا مع الذين يخشون ربهم ، ولا مع المتقين .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
- ” وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا “. (مريم : 4)
- وقال تعالى : ” وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا “. (مريم : 32)
- وقال سبحانه : ” طه . مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ لِتَشْقَى “. (طه : 1-2)
- وقال عز من قائل : ” فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ “. (طه : 123)
- وقال الملك جل شأنه : ” سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ * وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى “. ( الأعلى : 10-11)
- وقال رب العزة : ” فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ * لَا يَصْلَـٰهَآ إِلَّا ٱلأَشْقَى * ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى “. (الليل : 14-17)
إذًا ، هي حالات وردت في الكتاب ، في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لا يجتمع معها شقاء بإذن رب الأرض والسماء :
لا يجتمع شقاء مع الدعاء ، وبر الأم ، والقرآن ، واتباع الهُدى ، وخشية الله ، والتقوى .
اللهم اجعلنا من أصحاب هذه الحالات الست .
واجعلنا يا مولانا ممن يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه .
- الحالة الأولى :
” قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا “.
تفسير الجلالين :
«قال رب إني وهن» ضعف «العظم» جميعه «مني واشتعل الرأس» مني «شيبا» تمييز محوَّل عن الفاعل أي : انتشر الشيب في شعره كما ينتشر شعاع النار في الحطب وإني أريد أن أدعوك «ولم أكن بدعائك» أي : بدعائي إياك «ربّ شقيا» أي : خائبًا فيما مضى فلا تخيبني فيما يأتي .
- الحالة الثانية :
” وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا “.
التفسير الميسر :
وجعلني بارًّا بوالدتي ، ولم يجعلني متكبرًا ولا شقيًا ، عاصيًا لربي .
- الحالة الثالثة :
” مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ “.
تفسير الجلالين :
«ما أنزلنا عليك القرآن» يا محمد «لتشقى» لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل أي خَفِّف عن نفسك .
التفسير الميسر :
ما أنزلنا عليك -أيها الرسول- القرآن ؛ لتشقى بما لا طاقة لك به من العمل .
- الحالة الرابعة :
” قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ “.
( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي ) يعني الكتاب والرسول ، ( فلا يضل ولا يشقى ) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله في الدنيا من الضلالة ، ووقاه الله يوم القيامة سوء الحساب ، وذلك بأن الله يقول : ” فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ “.
وقال الشعبي عن ابن عباس : أجار الله تعالى تابع القرآن من أن يضل في الدنيا ويشقى في الآخرة ، وقرأ هذه الآية .
- الحالة الخامسة :
” سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ * وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى “.
التفسير الميسر :
سيتعظ الذي يخاف ربه ، ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه ، الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرَّها ، ثم لا يموت فيها فيستريح ، ولا يحيا حياة تنفعه .
- الحالة السادسة :
” فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى “.
” لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى “
التفسير الميسر : لا يدخلها إلا مَن كان شديد الشقاء ، الذي كذَّب نبي الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وأعرض عن الإيمان بالله ورسوله ، وطاعتهما .
تفسير السعدي : لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى
{ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ } بالخبر { وَتَوَلَّى } عن الأمر .
الوسيط لطنطاوي : لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى
وهذه النار ( لاَ يَصْلاَهَآ ) أى : لا يحترق بها ( إِلاَّ الأشقى ) أى : من اشتد شقاؤه بسبب إصراره على كفره وفجوره .
ابن كثير : لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى
قوله تعالى ” لا يصلاها إلا الأشقى ” أي لا يدخلها دخولًا يحيط به من جميع جوانبه إلا الأشقى .
– استغنَ بالله :
ونختم بكلمة سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله :
” من استغنى بالله ، افتقر الناس إليه “.