– سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) سورة مكية ، من المفصل ، وهي أربع آيات ، وترتيبها في المصحف 112 ، وتقع في الجزء الثلاثين (الأخير) ، نزلت بعد سورة الناس .
– لها عدة فضائل ؛ يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ ” يقصد سورة الإخلاص .
– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ( قل هو الله أحد ) : ” والذي نفسي بيده ، إنها لتعدل ثلث القرآن “. (رواه البخاري ومسلم)
– وهي سورة تتكلم عن توحيد الله فقط ، وأن ليس له ولد ، وأنه لم يُولد .
– وتُقرأ ( قل هو الله أحد ) مع المعوذتين في معظم الأذكار النبوية .
– قال قس بن ساعدة قديمًا : { شرقٌ وغرب ، ويتم وحزب ، ويابس ورطب ، وأجاج وعذب ، وشموس وأقمار ، ورياح وأمطار ، وليل ونهار ، وإناث وذكور ، وبرار وبحور ، وحب ونبات ، وآباء وأمهات ، وجمع وشتات ، وآيات في إثرها آيات ، ونور وظلام ، ويسر وإعدام ، ورب وأصنام ، لقد ضل الأنام .. نشو مولود ، ووأد مفقود ، وتربية محصود ، وفقير وغني .. تبًّا لأرباب الغفلة ، ليصلحن العامل عمله ، وليفقدن الآمل أمله ؛ بل هو إله واحد ، ليس بمولود ولا والد ، أعاد وأبدى ، وأمات وأحيا ، وخلق الذكر والأنثى ، رب الآخرة والأولى }.
– ونادى على قومه ناصحًا إياهم ، قال : { يا معشر إياد ، أين ثمود وعاد ؟ وأين الآباء والأجداد ؟ وأين العليل والعواد ؟ كل له معاد . يقسم قس برب العباد ، وساطح المهاد ، لتحشرن على الانفراد ، في يوم التناد ، إذا نُفخ في الصور ، ونُقر في الناقور .. فويلٌ لمن صدف عن الحق الأشهر ، والنور الأزهر ، والعرض الأكبر ، في يوم الفصل ، وميزان العدل ، إذا حكم القدير ، وشهد النذير ، وبَعُد النصير ، وظهر التقصير ، ففريق في الجنة وفريق في السعير }.
- ومع نبذة مختصرة عن هذا المؤمن :
– عن عبادة بن الصامت قال : لما قدم وفد إياد على النبي ﷺ قال : ” يا معشر وفد إياد ما فعل قس بن ساعدة الإيادي “.
قالوا : هلك يا رسول الله .
قال : ” لقد شهدته يومًا بسوق عكاظ على جمل أحمر يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدني أحفظه “.
فقام إليه أعرابي من أقاصي القوم فقال : أنا أحفظه يا رسول الله .
قال : فَسُرّ النبي ﷺ بذلك ، قال : فكان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول :
{ يا معشر الناس اجتمعوا فكل من فات فات ، وكل شيء آت آت ، ليل داج، وسماء ذات أبراج ، وبحر عجاج ، نجوم تزهر ، وجبال مرسية ، وأنهار مجرية ، إن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا ، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ، أَرَضوا بالإقامة فأقاموا ، أم تُركوا فناموا ، أقسم قس بالله قسمًا لا ريب فيه إن لله دينًا هو أرضى من دينكم هذا } ، ثم أنشأ يقول :
في الذاهبين الأولين .. من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا .. للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها .. يمضي الأصاغر والأكابر
لا من مضى يأتي إليك .. ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة .. حيث صار القوم صائر
– وقد رواه الطبراني من وجه آخر فقال في كتابه (المعجم الكبير) : حدثنا محمد بن السري بن مهران بن الناقد البغدادي ، حدثنا محمد بن حسان السهمي ، حدثنا محمد بن الحجاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال : قدم وفد عبد القيس على النبي ﷺ فقال : ” أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي “.
قالوا : كلنا يعرفه يا رسول الله ، قال : ” فما فعل؟ ” ، قالوا : هلك .
قال: ” فما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام وهو على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول : { يا أيها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت ، إن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا ، مهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لا تغور ، وأقسم قس قسمًا حقًا لئن كان في الأمر رضى ليكون بعده سخط ، إن لله لدينًا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون ، أَرَضوا بالمقام فأقاموا ، أم تُركوا فناموا }”.
ثم قال رسول الله ﷺ : ” أفيكم من يروي شعره؟ ” ، فأنشده بعضهم من شعره .
– وهكذا أورده الحافظ البيهقي في كتابه (دلائل النبوة) من طريق محمد بن حسان السلمي به .
– قال الجارود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم :
{ كان قس يا رسول الله سبطًا من أسباط العرب }.
– عَمّر ستمائة سنة ، تقفر منها خمسة أعمار في البراري والقفار ، يضج بالتسبيح على مثال المسيح ، لا يقره قرار ، ولا تكنه دار ، ولا يستمتع به جار ، كان يلبس الأمساح ويفوق السياح ، ولا يفتر من رهبانيته يتحسى في سياحته بيض النعام ويأنس بالهوام ، ويستمتع بالظلام ، يبصر فيعتبر ، ويفكر فيختبر .
– فصار لذلك واحدًا تضرب بحكمته الأمثال ، وتكشف به الأهوال ، أدرك رأس الحواريين سمعان ، وهو أول رجل تأله من العرب ، ووحد وأقر وتعبد ، وأيقن بالبعث والحساب ، وحذر سوء المآب ، وأمر بالعمل قبل الفوت ، ووعظ بالموت ، وسلم بالقضا على السخط والرضا ، وزار القبور ، وذكر النشور ، وندب بالأشعار ، وفكر في الأقدار .
– وأنبأ عن السماء والنماء ، وذكر النجوم وكشف الماء ، ووصف البحار وعرف الآثار ، وخطب راكبا ، ووعظ دائبا ، وحذر من الكرب ، ومن شدة الغضب ، ورسل الرسائل ، وذكر كل هائل ، وأرغم في خطبه وبين في كتبه ، وخوف الدهر ، وحذر الأزر ، وعظم الأمر ، وجنب الكفر ، وشوق إلى الحنيفية ، ودعا إلى اللاهوتية .
– وهو القائل :
ذكر القلب من جواه أد كار .. وليال خلالهن نهار
وسجال هواطل من غمام .. ثرن ماء وفي جواهن نار
ضوءها يطمس العيون وأرعاد .. شداد في الخافقين تطار