فضل القرآن :
القرآن هو كتاب الله الخالد ، وحجته البالغة ، وهو النور المبين ، والفرقان الذي فرق الله به بين الحق والباطل ، والقول الفصل ، وهو معجزة الله التي أنزلها على قلب نبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات ، وجعله شرعة ومنهاج حياة .
وهو الكتاب الذي لا ريب فيه .
قال عنه سبحانه وتعالى : ” ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ “. (البقرة : ٢)
وقد وصفه سبحانه وتعالى بالنور المبين ، حيث قال عز من قائل : ” قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ “. (المائدة : ١٥)
وجعله سبحانه وتعالى هدى للمتقين ، حيث قال سبحانه : ” إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ “. (الإسراء : ٩)
كما جعله سبحانه وتعالى شفاء ، فقال سبحانه : ” قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ “. (فُصِّلت : ٤٤)
كما أن القرآن هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم الخالدة والباقية والخاتمة التي تكفل الله بحفظها بوعد منه سبحانه وتعالى ، حيث قال عز من قائل : ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ “. (الحجر : ٩)
ولحفظ الله القرآن لم ينقص منه حرف ولا يزيد حرف منذ أُنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الآن وحتى قيام الساعة بوعد الله سبحانه .
والقرآن هو الصراط المستقيم ، الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم .
وهو كتابنا وهو دستورنا الذي فيه صلاح الدنيا وسعادة الآخرة ، وهو الكتاب المبين ، الذي لم تنته الجنّ ، إذ سمعته حتى قالوا : ” إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ “. (الجن : ٢،١)
ولا ريب أن الله سبحانه أنزل القرآن هداية للأمة قاطبةً في جميع مناشطها ومجالاتها ولكل الأشخاص على اختلاف درجاتهم ، فمن تمسك به نجا من الضلال والفتن ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا ، كتاب الله “. (صحيح مسلم)
ندعوكم لقراءة : ماذا تنوي عند تلاوة القرآن الكريم ؟
والقرآن الكريم هو أحسن الحديث ، وفيه خبر الأولين والآخرين ، فقد أنزل الله فيه قصة سيدنا يوسف وهي أحسن القصص ، كما وصفها الله سبحانه وتعالى في قوله : ” نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ “. (يوسف : ٣)
وحكى لنا القرآن أيضًا الكثير من قصص الأولين منها قصة بقرة بني إسرائيل ، وقصة أصحاب السبت ، وقصة المجادِلة التي جادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها ، فقال تعالى : ” قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ “. (المجادلة : ١)
وهذا إثبات لصفات السمع والبصر لله سبحانه وتعالى وأنه سبحانه وتعالى سميع بصير عليم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل القرآن : ” كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض “. (صحيح الجامع للألباني)
ومن فضل القرآن الكريم أن الملائكة تتنزل عند الاجتماع لتلاوته ، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده “.
ولذلك كله وهو -غيض من فيض- فإن القرآن هو زاد القلوب وغذاء الأرواح ومنهاج ودستور الحياة.
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا ، وعلمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نُسِّينا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا ، وارزقنا يا ربنا العمل به ، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .