الزم القرآن :
القرآن من عند الله ؛ لذلك فهو منهاج حياة ، فما أكثر عطاياه ، وما أجمل هداياه ، فتمسك به يا عبدالله ، واتبع هداه ، فقد كان رسولنا صلى عليه ربه ومولاه ، قرآنًا يمشي على الأرض ، ويحكم بمقتضاه .
كان خلقه القرآن يا أمة ” لا إله إلا الله “.
فالزم القرآن ؛ يرحمك الله .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” اقرأوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه “. (رواه مسلم)
- وقال ﷺ أيضًا :
” خيركم من تَعَلَّمَ القرآن وعَلَّمَهُ “. (رواه البخاري)
- وقال ﷺ :
” إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين “. (رواه مسلم)
- وقال المعلم صلى الله عليه وسلم :
” أبشروا ، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به ؛ فإنكم لن تُهلكوا ، ولن تضلوا بعده أبدًا “. (صحيح الجامع للألباني : 34 ، والصحيحة : 713)
- قال الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي :
{ النفس البشرية ، إن لم تشغلها بالحق والطاعة ، شغلت نفسها بالباطل والمعصية ؛ ” إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيۤ “.
أغلقوا الأجهزة قليلًا ، وفَرِّغُوا أنفسكم للقران والذكر }.
- والشيخ أحمد عيسى حسن المعصراوي ، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق .
حصل على العالمية ( الدكتوراه ) في الحديث وعلومه سنة 1992م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى .
بدأ الشيخ المعصراوي حياته العملية مدرسًا بالمعاهد الأزهرية من 1976/1/1 حتى 1993/10/8م ، ثم انتقل إلى جامعة الأزهر قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في القاهرة مدرسًا للحديث ثم أستاذًا مساعدًا ثم أستاذًا بالقسم نفسه .
ثم رئيس لجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية ، وشيخ مقرأة مسجد الإمام الحسين بالقاهرة ، وعضو لجنة الاختبار بالإذاعة المصرية ، وشيخ عموم المقارئ المصرية .
أقيل منها يوم الثالث من أبريل 2014م .
شارك في تحكيم الكثير من المسابقات منها مسابقة بروناي ، وتايلاند وتركيا ومكة ومسابقات مصر الدولية ومسابقات قطر ودبي الدولية ، ومسابقة الأمير سلطان بالسنغال .
شارك في الكثير من اللقاءات الدولية للوعظ والإمامة في كثير من بلدان العالم وصلاة التراويح في كثير من أقطار الدنيا .
– امزج حياتك بالقرآن :
ومن أجمل ما قرأت عن القرآن للدكتور علي محمد الصلابي :
{ اجعل حياتك ممزوجة بالقرآن لا تنفك عنه ، تلاوة دائمة -من المصحف أو من حفظك- واستماع دائم في غير وقت التلاوة ، خصص له وقتًا ، واستغل فراغك وأوقاتك البينية ، في المواصلات ، وفي الطرقات ، ووقت انشغالك بأعمال لا تحتاج تركيزًا …إلخ .
والله لتجدن بركة في وقتك وتيسيرًا في كل شأنك ، وسعادة غامرة في صدرك ما كنتَ لتجدها إلا ببركة كلام الله }.
تعلَّق بالقرآن تجد البركة في كل حياتك !
قال الله جل في علاه : ” كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ “.
ومن بركته : أنه ما زاحم شيئًا إلا باركه ببركته !
وكان أحد المفسرين يقول : { اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا }.
وقال إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي مُوصِيًا الضياء المقدسي لما بدأ يشق طريقه لتعلم الحديث : { أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ }.
قال الضياء : { فرأيت ذلك وجربته كثيرًا ، فكنت إذا قرأتُ كثيرًا تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير ، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي}.
وقال أحد السلف : { كلما زاد حزبي ؛ أي : الورد اليومي من القرآن ، زادت البركة في وقتي ، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء }.
وقال عبد الملك بن عمير : { كان يُقال إن أبقى -أو أنقى- الناس عقولًا قُـرَّاء القرآن }.
وقال القرطبي : { من قرأ القرآن مـُتِّـعَ بعقله وإن بلغ مائة ! }.
وأما عن الوقت الذي لا تتهيأ فيه نفسك لتلاوة القرآن ، فاستمع له وأنصت من أحب أصوات القُـرَّاء إليك ، فما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مُستمع القرآن ! لقوله ﷻ : ” وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “.
و ( لعل ) من الله واجبة .
وقد كان حبيبنا ﷺ يحب سماع القرآن من غيره مع أنه عليه أُنزِل !
وكان يقول ﷺ : ” إني أحب أن أسمعه من غيري “.
وعلى قَدْر نصيبك من كلام الله ( تلاوةً ، تعلمًا ، عملًا ، حفظًا ، استماعًا ) ، يكون نصيبك من رحمة الله ” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ “.
وكذلك ترشد الآية أن شفاء صدرك وزوال همك يكون بالقرآن !
قال ابن الجوزي : { تلاوة القرآن تعمل في أمراض الفؤاد ما يعمله العسل في علل الأجساد }.
وقال شيخ الإسلام : { ما رأيت شيئًا يُغذِّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى }.
وإن لم يكن لك إلا قول حبيبنا ﷺ : ” اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه ” ، لكان ذلك سببًا كافيًا لتعكف عليه آناء الليل وأطراف النهار !
سيشفع لك هذا الرفيق المبارك يوم يفر منك أخوك وأمك وأبوك وصاحبتك وبنوك !
ويكفي صاحب القرآن رضا وسرورًا ؛ قول الحبيب ﷺ :
” يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول القرآن : يارب حُلَّهُ ، فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول : يارب زِدْه ، فيلبس حُلَّةَ الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارضَ عنه ، فيرضى عنه ، فيُقالُ له : اقرأ ، وارق ، ويُزاد بكل آيةٍ حسنة “.
احذر أن تهجر القرآن أو تغفل عنه ! كل بُعْدٍ عن القرآن هلاكٌ لنفسك واختناق !
قال تعالى : ” وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ” -أي يبعدون عنه- ثم قال : ” وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ” .. أقسم بالله ؛ إن الغافل عن القرآن لفي خسارة وحسرة عظيمة !
وما أَحَـبَّ اللهُ أحدًا حُـبَّـهُ لأهل القرآن !
جاهد لتكون منهم ، فإن لم تستطع فزاحمهم ؛ هم القوم لا يشقى جليسهم ، قال تعالى : ” وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ” ، وقال تعالى: ” إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ “.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وشفيعًا لنا يوم أن نلقاك .
- والدكتور / علي محمد محمد الصلابي ( مواليد 1963م ، بنغازي بليبيا ) ، فقيه ، وكاتب ، ومؤرخ ، ومحلل سياسي ليبي .
فهو أحد أشهر الكُتَّاب والفقهاء والمؤرخين في العصر الحديث .
له العديد من المؤلفات ؛ ومنها :
السلطان محمد الفاتح ، الشيخ الجليل عمر المختار ، فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم ، السلطان سيف الدين قطز ، صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي ، الشورى فريضة إسلامية ، وغير ذلك كثير .
حصل على درجة الإجازة العالمية ( الليسانس ) في كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز ، وكان الأول على دفعته عام 1413/ 1414هـ الموافق 1992 / 1993م .
ونال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية -كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن- عام 1417هـ / 1996م .. نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه [ فقه التمكين في القرآن الكريم ] جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999م .
ندعوكم لقراءة : ماذا تنوي عند تلاوة القرآن الكريم ؟
– ولله در الشاعر القائل :
نوّر جبينك فـي هـدى القـرآنِ … واقطف حصادك بعد طول نضالِ
واسلك ْدروبَ العارفيـن بهمـةٍ … والـزمْ كتـابَ الله غيـرَ مبـالِ
فهو المعينُ على الشدائـدِ وطـأة … وهو المهيمنُ فوق كـل مجـالِ
وهو الشفيع ُ على الخلائقِ شاهـدٌ … في موقفٍ ينجي من الأهـوالِ
قرآننـا سيظـل نـور هـدايـةٍ … دستـورَ أمتنـا مـدى الأجيـالِ
نـورٌ تكّفلـه الإ لـه بحفـظـهِ … مـن أن تناولـه يـدُ الأنـذالِ
يامـنْ يقطّـعُ ليـلـه بتـرنـمٍ … قد فزتَ في الإ دبـار والإقبـالِ
ياحافظ السبعَ الطوالِ وسورةَ … الرحمـن والفرقـانِ والأنفـالِ
فليهنـكَ الحفـظُ الجليـلُ وقبلـه … نورُ الهداية في جميلِ خصـالِ
فالله يسّـرَ عنـد حفـظ ِ كتابـهِ … وأعـدّ للتّاليـن حُسـنَ مـنـالِ
وأخصّ قومـًا بالعنايـةِ فضلـه … وتواترت أخبارهـم فـي الحـالِ
أهلُ الإ له همـو حمـاة كتابـهِ … الـذائـدون بروحهـم والمـالِ
قد فاز من جعل الكتـابَ قرينـه … ودليلـه أبـدًا إلـى الأفـضـالِ