رأس مالك :
رأس المال هو الثروة التي تُشكّل نَوعًا من أنواع الأصول ، ويُستخدم للإشارة إلى القوة الماليّة الخاصّة بالمنشآت أو الأفراد ، ويُعرَّف رأس المال بأنّه عبارة عن الأموال المُستخدمة في صناعة المزيد من الثروة ، أو البدء بمشروع جديد .
ومن التعريفات الأخرى لرأس المال أنه عبارة عن النقود أو غيرها من المُمتلكات التي يَملكُها الأفرادُ أو المُنشآت ، ويُستخدم رأس المال بِهَدف تأسيس مؤسسة أو شركة ، أو لاستِثماره في مَجالاتٍ مُتنوّعة .
- رأس ماله يذوب !!
ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى ، في كتابه [ المُدهِش ] ، وهو بالفعل كتابٌ مدهش :
أن رجلًا كان يبيع الثلج ، فكان ينادي عليه فيقول : { ارحموا من يذوب رأس ماله }.
- سورة العصر :
قال أحد السلف :
{ لقد قرأت سورة ” العصر ” عشرين عامًا ولم أفهم معناها .
كنت أفكر كيف يكون الأصل في الإنسان الخسران ؟!
واللهُ ﷻ يؤكده بكل المؤكدات ، ثم يستثني الله الناجين من الخسران بصفات أربع ؛ وهي : الإيمان ، العمل الصالح ، التواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .
إلى أن سمعت يومًا بائعًا للثلج ينادي على بضاعته مستعطفًا الناس ، يقول :
” ارحموا من يذوبُ رأسُ مالِه” ؛ لأن الثلج ماءٌ متجمد ، وقطرة الماء التي تسقط لن تعود مرة أخرى .
هنا فهمت أن هذا هو معنى القسم في سورة العصر }.
( انتهى ).
رأس مالك في الدنيا هو عمرك ، واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانية .
فكل واحد منا يذوب رأسُ ماله .
فانتبهوا إلى رأسِ مالِكم وهو الوقت الذي تحيا فيه قبل أن ينتهي الأجل .
- لله در أمير الشعراء القائل :
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ … إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَارفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها … فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
لِلمَرءِ في الدُنيا وَجَمِّ شُؤونِها … ما شاءَ مِن رِبحٍ وَمِن خُسرانِ
فَهيَ القَضاءُ لِراغِبٍ مُتَطَلِّعٍ … وَهيَ المَضيقُ لِمُؤثِرِ السُّلوانِ
الناسُ غادٍ في الشَقاءِ وَرائِحٌ … يَشقى لَهُ الرُحَماءُ وَهوَ الهاني
وَمُنَعَّمٌ لَم يَلقَ إِلّا لَذَّةً … في طَيِّها شَجَنٌ مِنَ الأَشجانِ
فَاصبِر عَلى نُعْمَى الحَياةِ وَبُؤسِها … نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها سِيَّانِ
- كلام من ذهب :
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
” ما ندمتُ على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي “.
وقال أبو بكر بن عياش :
{ أحدهم لو سقط منه درهم لظلَّ يومه يقول : إنا لله ، ذهب درهمي ، وهو يذهب يومه ولا يقول : ذهب يومي ما عملت فيه }.
وقال حماد بن سلمة :
{ ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يُطَاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعًا ، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليًا ، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئًا ، أو عائدًا مريضًا ، أو مُشيِّعًا جنازة أو قاعدًا في المسجد .
قال : فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل!! }.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
” ابن آدم !
إنما أنت أيام ؛ فكلما ذهب يومٌ ، ذهب بعضك .
ابن آدم !
إنك لم تزل في هدم عمرك منذ ولدتك أمك “.
- قَدِّم لنفسك خيرا :
رحم الله الشاعر أبا الفتح البستي القائل :
قَدَّمْ لنَفسِك خَيرًا … وأنتَ مالِكُ مالِكْ
مِن قَبل أن تتفانى … ولَونُ حالِكَ حالِكْ
لم تَدرِ أنَّكَ حَقًّا … أيَّ المَسالِكِ سالِكْ
لجِنَّةٍ أمْ لنارِ … إلى ممالِكِ مالِك
وأنتَ لابُدَّ يَومًا … بعدَ التَكاهُلِ هالِكْ
- السؤال عن أربع :
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
” لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فيه ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ “.
( رواه الترمذي : 2418 ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ).