حق المسلم على المسلم

حق المسلم على المسلم :

المعلم صلى الله عليه وسلم ، دائمًا ما يدلنا على ما ينفعنا ، في أمور الدنيا والآخرة ، ويحثنا على التواد ، والتراحم فيما بيننا ، ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه يبين لك أن لأخيك المسلم حقوقًا ، من الواجب عليك أن تؤديها ، وعليه هو أيضًا أن يؤديها لك ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
” حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس “. (متفق عليه)

ياله من دينٍ عظيم ، ونبيٍّ كريم ؛ يدعو أتباعه إلى مكارم الأخلاق ، فقد بُعث المعلم صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق .

ومن الأخلاق الحميدة للمسلم أنه يراعي أخاه في الدين في أمور كثيرة ؛ منها :

إذا سلم عليك أخوك المسلم ، فيجب أن ترد عليه السلام ، بكل اهتمام ، مهما كان حالك ، ومهما انشغل بالك ، ففيه ترقيق للقلوب ، وستر للعيوب ، وقد أمرنا علام الغيوب ، إذا حيينا بتحية أن نحيي بأحسن منها أو على الأقل أن نردها ، قال الله تبارك وتعالى :
” وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا “. (النساء : 86)

قال الإمام ابن كثير في التفسير :
وقوله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) أي : إذا سلم عليكم المسلم ، فردوا عليه أفضل مما سلم ، أو ردوا عليه بمثل ما سلم ؛ فالزيادة مندوبة ، والمماثلة مفروضة .

قال الحسن البصري رحمه الله : { السلام تطوع ، والرد فريضة }.
وهذا الذي قاله هو قول العلماء قاطبة : أن الرد واجب على من سلم عليه ، فيأثم إن لم يفعل ؛ لأنه خالف أمر الله في قوله : ( فحيوا بأحسن منها أو ردوها ).

هي زيارته ، وسُميت عيادة ؛ لأن الناس يعودون إليه مرة بعد أخرى .

وذهب بعض العلماء إلى أنها سنة مؤكدة ، بينما اختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها فرض كفاية .

وقال البخاري رحمه الله :
{ باب وجوب عيادة المريض وروى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” أطعموا الجائع ، وعودوا المريض ، وفكوا العاني “}. (انتهى)

فضل اتباع الجنازة ، والصلاة عليها ، وحضور دفنها ، فيه خيرٌ كثير ، وأجر عظيم .

وقد وردت فيه أحاديث ؛ منها ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” من شهد الجنازة حتى يصلى عليها ، فله قيراط ، ومن شهدها حتى تُدفَن ، فله قيراطان “.
قيل : وما القيراطان ؟
قال المعلم : ” مثل الجبلين العظيمين “.

ندعوكم لقراءة : خير الناس

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن إجابة الدعوة في الأصل واجبة إن كانت إلى وليمة عرس ، وأما ما عداها فقد اختلف في الإجابة إليها :

فقال الحنفية والشافعية والحنابلة : ليست الإجابة إليها واجبة بل هي مستحبة إن لم يكن عذر أو مانع على ما يأتي .
وسواء كانت لسبب كبناء أو ولادة أو ختان أو غير ذلك ، ما لم تكن من الداعي مكروهة كدعوة المأتم ، وذلك لأن في إجابة الداعي تطييب نفسه ، وجبر قلبه .

ومذهب المالكية على ما عند ابن رشد : أن الإجابة لغير العرس والعقيقة مباحة ، وقيل : هي مكروهة ، والمأدبة إذا فعلت لإيناس الجار ومودته مندوبة .

وفي قول للشافعية : إن الإجابة واجبة على المدعو في وليمة العرس وغيرها ، أخذًا بالعمومات ، ومنها ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا : { إذا دعا أحدكم أخاه فليجب ، عرسًا كان أو نحوه } وقوله : { حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس }.
فجعل إجابة الدعوة حقًّا للمسلم ، والحق هو الواجب ، ولم يخص عُرسًا من غيره . (انتهى)

عن أَبي هريرة رضي الله عنه : أن النَّبيَّ ﷺ قَالَ :
” إنَّ الله يُحِبُّ العطاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثاؤُبَ ، فَإذَا عَطس أحَدُكُم وَحَمِدَ الله تَعَالَى كانَ حقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سمعهُ أنْ يَقُولَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ ، وأمَّا التَّثاؤُب فَإنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإذَا تَثَاءَبَ أحَدُكُمْ فليَردّهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإنَّ أحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ “. (رواه البخاري)

وعنه رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ : ” إِذَا عَطسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ : الحَمْدُ للهِ ، وَلْيَقُلْ لَهُ أخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ الله ، فإذَا قَالَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ ، فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بالَكم “. (رواه البخاري)

وعن أَبي موسى رضي الله عنه قالَ : سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقولُ :
” إِذَا عَطس أحدُكُم فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ ، فإنْ لَمْ يَحْمَدِ الله فَلا تُشَمِّتُوه “. (رواه مسلم)

اللهم صلِّ وسلم ، على النبي المعلم ، إذا فعل وإذا تكلم .

ولله در الشاعر القائل :

وكلُّ الناس تُولَد ثم تَفنى … ووحدَك أنت ميلادُ الحياةِ

وكلُّ الناس تُذكَر ثم تُنسَى … وذِكرُك أنت باقٍ في الصلاةِ

تُردِّده المآذنُ كلَّ وقتٍ … وينبِضُ بالقلوب إلى المماتِ

وفاحَ المِسكُ أنَّى كنتَ تمشِي … ووجهُك نورُه عَمَّ الجهاتِ

وقد تُعلِي المكارمُ قدرَ قومٍ … ويعلو فيك قدرُ المَكرُماتِ

اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد ﷺ .

Exit mobile version