جنون الذهب :
– لله در الإمام الشافعي القائل :
رأيت الناس قد عدلوا … إلى من عنده العدلُ
ومن لا عنده عدل … فعنه الناس قد عدلوا
رأيت الناس قد مالوا … إلى من عنده مالٌ
ومن لا عنده مالُ … فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس قد ذهبوا … إلى من عنده ذهبٌ
ومن لا عنده ذهبُ … فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منفضة … إلى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة … فعنه الناس منفضة
– لقد ورد في الفقر والفقراء العديد من الأشعار والمأثورات ، ومن أجملها هذه الأبيات المشهورة التي تُنسَب مرة إلى الإمام الشافعي ومرة إلى العباس بن الأحنف :
يمشي الفقير وكل شيء ضده … والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضًا وليس بمذنب … ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة … خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يومًا فقيرًا عابرًا … نبحت عليه وكشرت أنيابها
– ويقول عروة بن الورد :
ذريني للغنى أسعى فإني … رأيت الناس شرهم الفقير
وأبعدهم وأهونهم عليهم … وإن أمسى له حسب وخير
فيقصيه الندي وتزدريه … حليلته وينهره الصغير
وتُلفي ذا الغنى وله جلال … يكاد فؤاد صاحبه يطير
ندعوكم لقراءة : قالوا عن القناعة
– سأل معاوية بن أبي سفيان أحد المعمرين وهو أسلم بن يزيد الفهمي عن الناس فقال :
رأيت الناس مذ خلقوا وكانوا … يحبون الغني من الرجالِ
وإن كان الغني أقل خير … بخيل بالقليل من النوالِ
– هناك شعراء يعظمون المال ومن يملك المال ، فهذا أحدهم يقول :
فصاحة حسان وخط ابن مقلة … وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس … ونُودِي عليه لا يُبَاع بدرهم
– قال أبو العيناء :
إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِبًا … قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ … وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها … تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
– وفي الختام هذه نصيحة أبي الفتح البستي :
قَدَّمْ لنَفسِك خَيرًا … وأنتَ مالِكُ مالِكْ
مِن قَبل أن تتفانى … ولَونُ حالِكَ حالِكْ
لم تَدرِ أنَّكَ حَقًّا … أيَّ المَسالِكِ سالِكْ
لجِنَّةٍ أمْ لنارِ … إلى ممالِكِ مالِك
وأنتَ لابُدَّ يَومًا … بعدَ التَكاهُلِ هالِكْ