أخلاقيات :
– علم الأخلاق هو علم موضوعه أحكام قِيَمية تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبيح ، وهو يهدي إلى أفضل الطرق وأقوم السبل في السلوك .
– ومن وسائل تهذيب الأخلاق : الوعظ والإرشاد ببيان حقيقة الفضيلة وأثرها ، وبيان سوء الرذيلة حتى يرتدع الإنسان بنفسه .
– وهذا العلم يبين للإنسان طريق الخير وطريق الشر ، وعليه هو أن يسلك أحدهما .
- مدح وذم :
– بيتان من الشعر صاغهما شاعر لبيب : هما مدح إذا قُرئا على استوائهما ، وذم إذا قُرئا بالعكس :
– المدح :
عدلوا فما ظلمت لهم دول .. ثبتوا فما زلت لهم قدم
بذلوا فما شحت لهم شيم .. سعدوا فما زالت لهم نعم
– الذم:
قدم لهم زلت فمــا ثبتوا .. دول لهم ظلمت فما عدلوا
نعم لهم زالت فمــا سعدوا .. شيم لهم شحت فما بذلــوا
- أخلاقيات مدرسية :
– تشاجر طالبان فشق أحدهما بطن زميله فقتله !! وضرب مدرس ابتدائي تلميذة بالصف الأول الابتدائي بالحزام ففقأ عينها !! وقام تلميذ شقي بتصوير مدرسته بطريقة فاضحة !! واغتصب بعض الطلبة زميلًا لهم داخل المدرسة !! وطالب يدخن الحشيش داخل الفصل !! وغيره .. وغيره الكثير .. انحطاط خلقي لم نر له مثيلًا من قبل . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
- الزواج الأوربي :
– قال الفيلسوف الألماني الشهير شوبنهور : { إن قوانين الزواج في أوروبا فاسدة المبنى بمساواتها المرأة بالرجل ، فقد جعلتنا نقتصر على زوجة واحدة فأفقدتنا نصف حقوقنا ، وضاعفت علينا واجباتنا ، على أنها ما دامت أباحت للمرأة حقوقًا مثل الرجل كان من اللازم أن تمنحها أيضاً عقلًا مثل عقله !…}. إلى أن يقول … { ولا تعدم امرأة من الأمم التي تجيز تعدد الزوجات زوجًا يتكفل بشؤنها ، والمتزوجات عندنا نفر قليل ، وغيرهن لا يُحصَين عددًا ، تراهُنّ بغير كفيل : بين بكر من الطبقات العليا قد شاخت وهي هائمة متحسرة ، ومخلوقات ضعيفة من الطبقات السلفى ، يتجشمن الصعاب ويتحملن شاق الأعمال ، وربما ابتذلن فيعشن تعيسات متلبسات بالخزي والعار }.
- عاصمة الخيانة الزوجية :
– هم يتشدقون بالحرية الشخصية والديمقراطية والعدالة والرحمة وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان ……إلخ .. ونرى منهم العجب العجاب في كثير من أمورهم .. لقد كشف استطلاع للرأي في إيطاليا أن نصف الإيطاليين يقيمون علاقات خارج إطار الزواج ، وأن مدينة ميلانو –بالتحديد- هي عاصمة الخيانة الزوجية ، حيث سجلت أعلى معدل للخيانات الزوجية في إيطاليا .. وأوضح الاستطلاع الذي أجراه (اتحاد محامي العائلات الإيطالية) أن نصف المتزوجين في إيطاليا يخونون شركاءهم ، والعدد يتزايد بشكل مستمر ، كما تبين أن الرجال أقل إخلاصًا من النساء ، إذ اعترف 55% من الأزواج بخيانة زوجاتهم مقارنة مع 45% من الزوجات الخائنات .
- الاقتداء بالمرأة المسلمة :
– نصحت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية النساء في الولايات المتحدة بالاقتداء بالمرأة المسلمة في احتشامها وأخلاقها كسبيلٍ للقضاء على الانحلال الأخلاقي والأمراض الخطيرة السائدة في المجتمعات الغربية .. وجاء في الدراسة أن مرض الإيدز لا يشكل أكثر من هاجس يطارد المجتمعات الإسلامية عندما يسافر أحد أبنائها للخارج والذي إذا تمسك بتعاليم الدين الإسلامي فإنه يعود دون الإصابة بالمرض .. أما داخل المجتمع الإسلامي نفسه فإن الجميع يعيش في اطمئنان تام من عدم تسرب هذه الأمراض الخطيرة لأن المجتمع من الداخل يتمتع باستقرار اجتماعي وبُعد تام عن الانحلال الأخلاقي .. كما تلتزم كل امرأة مسلمة بتعاليم دينها وأخلاقياته . وأضافت الدراسة أن نسبة تفشي مرض مثل الإيدز في المجتمعات الإسلامية لا يتعدى النصف في الألف ، وليست هناك أية خطورة على تلك المجتمعات من تسرب تلك الأمراض إليها بسبب التزام المسلمات أخلاقيًا ودينيًا ، ونفس الأمر بالنسبة لجميع الأمراض الجنسية الأخرى والتي أثبتت كل الأبحاث العلمية أنها لا تغزو إلا المجتمعات التي لا تعرف حدود الأخلاق .. وأظهرت الدراسة أن الأبحاث التي أجريت على انتشار الأمراض الجنسية على الجاليات المسلمة في الغرب كشف عن أن الأسر التي تعيش وفق تعاليم الدين الحنيف لا تعاني من أية أمراض ، كما تتمتع بحالة من الاستقرار الاجتماعي الذي يساعده على التقدم ماديًا واجتماعيًا .. في حين وجدت أن الأسر المسلمة التي لا تلتزم بهذه الأخلاقيات قد تعاني من العديد من المشاكل التي يعاني منها المجتمع الغربي كله .
– وأكدت الدراسة أن احتشام المرأة المسلمة يعد أحد أهم الأسباب في الاستقرار الاجتماعي الذي تتمتع به المجتمعات الإسلامية داعية جميع النساء الأمريكيات إلي محاولة تقليد طريقة الحفاظ على حشمتهن ووقارهن كسبيل وحيد لإنقاذ المجتمع الأمريكي من الانحدار في طريق اللاعودة بسبب التدهور الأخلاقي وانتشار الأمراض التي أفرزتها العلاقات غير الشرعية بين الرجال والنساء .
– الحمد لله الذي جعلنا مسلمين ، فديننا الإسلامي يحثنا على الطهر والعفاف ويأمرنا بغض البصر ، قال تعالى : ” قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣١﴾”. (النور : 30-31)
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة “. (مسلم 64 /1467)
– والمرأة الصالحة كنز كما قال (بلزاك) الذي قال : المرأة الصالحة تسر القلب .
– ويقول الشافعي رحمه الله :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم .. وتجنبـوا ما لا يليـق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضتــه .. كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
– وهذا جان جاك روسو يقول : بالجمال والمال والجاه تكون المرأة جميلة ، ولكن كل هذه العوامل أصفار ، وتظل أصفارًا ما لم تدعمها العفة .. فهي الرقم الأول في حياة المرأة ، وهي التاج الذي يكلل هامتها .
– وذكر أبو الفرج وغيره أن امرأة جميلة كانت بمكة وكان لها زوج فنظرت يومًا إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها : أترى أحدًا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به ، قال : نعم ، قالت : من ، قال عبيد بن عمير ، قالت : فائذن لي فيه فلأفتننه ، قال : قد أذنت لك .
قال فأتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر ، فقال لها : يا أمة الله استتري ، فقالت : إني قد فُتنت بك ، قال : إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك ، قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك .
قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت .
قال : فلو دخلت قبرك وأُجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت .
قال : فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت .
قال : فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال: فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت.
قال : اتقي الله فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك ، فرجعت إلى زوجها فقال ما صنعت ؟ قالت : أنت بطّال ونحن بطّالون فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة فكان زوجها يقول مالي ولعبيد بن عمير أفسد عليّ امرأتي كانت في كل ليلة عروسًا فصيرها راهبة .
- الأخلاق : صوت وصورة وجمال :
قال الإمام ابن حزم رحمه الله : { صوت الأخلاق : الكلمة الطيبة ، وصورة الأخلاق : الوجه البشوش الهادئ ، وجمال الأخلاق : سعة الصدر ، وحسن الإصغاء ، وطيب العمل }.
- القيادة بلا أخلاق مدمرة :
قال الزعيم الهندي غاندي : { سبعة أشياء تدمر الإنسان : السياسة بلا مبادئ ، المتعة بلا ضمير ، الثروة بلا عمل ، المعرفة بلا قيم ، التجارة بلا أخلاق ، العبادة بلا تضحية ، العلم بلا إنسانية }.
- تعالوا لنرى ماذا حدث لنا خصوصًا في زمن العولمة :
انحلال وتسيب :
– كل شيء من الأخلاقيات الفاسدة أصبح مباحًا في الخارج ، وللأسف أصبح العرب والمسلمون يقلدونهم في هذا الأمر فقط : سفور وفجور ، وتحلل وتسيب وانفلات ، تحرش جنسي ، سلوكيات خاطئة من كل شكل ولون .. في الشوارع والطرقات ، والمدارس والجامعات ، والفضائيات .. وما أدراك ما الفضائيات .. لقاءات مع الفنانين والفنانات ، وإيحاءات وتلميحات ، وإشارات وهمسات ، وأسرار وحكايات ، وأفلام إباحية ومسلسلات وعري الكليبات ، وانتهاك للحرمات ، ونميمة وخناقات ، وتعصب كروي في البرامج والمنتديات ، ونقلها إلى المدرجات .. فيا لضياع الأوقات .
اللهم ارحمنا من الانفلات ، وكل ما هو آت في كل الأماكن والأوقات .. رحماك ربي رحماك .
– قال حكيم : { لولا الخطأ ، ما أشرق نور الصواب!! } ، فهل يستطيع العقلاء فينا أن يعالجوا داء استعصى دواؤه ، وابتلي به أطباؤه ؟ أم أن الأمر صار أكبر من الجميع ؟!
– لقد أساء الإعلام للمرأة عندما قدم أعمالًا فنية متدنية ، وإعلانات سطحية ، وكليبات وأغاني خارجة ، وظفتها توظيفًا سيئًا ، وأظهرتها في أوضاع لا تتناسب مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا المجتمعية ، الأمر الذي انعكس على الشباب سلبًا ، فأدى إلى تفريغ مشاعرهم بصورة سلبية تسيء للنساء حتى اللاتي ارتدين ثياب الحشمة !!
– لقد تراجعت الأخلاق بصورة واضحة ، وزادت الجريمة بشكل لم يسبق له مثيل عندما تخلينا عن أحد أهم الأسلحة القوية التي تحمي الأمم ، وتزيد من عزيمتها ، ألا وهي الخلق والدين .. وهذا لا ينفي أن هناك مشكلة حقيقية لوجود البطالة ، وضعف المرتبات ، وارتفاع الأسعار .. وغير ذلك الكثير .. وهذا واضح وجلي في الجرائم التي ترتكب كل يوم جهارًا نهارًا وتكتب عنها الصحف ، وتتحدث عنها الفضائيات ليل نهار ، ولقد صدق المتنبي وهو يقول :
وليس يصح في الأفهام شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليل
– ولكنني أعود وأكرر قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : ” مثل أمّتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره “. (رواه الترمذي)