واقع مخجل

واقع مخجل :

أقام مركز خادم الحرمين معرضًا تعريفيًّا بالإسلام في بريطانيا ، وشارك فيه أحد الدعاة بحكم وجوده هناك ، وأورد لنا الحديث التالي :

جاء رجل اسكتنلدى وتجول بالمعرض ثم قام بالسلام والتحدث معي قليلًا ، فسألته إن كان يريد معرفة شيء عن الإسلام .

قال : لا .. لا شكرًا ؛ أنا لا أحب التنظير الذي اعتدنا أن نسمعه ، فقد عشت عندكم في السعودية عدة سنوات ، وقرأت كثيرًا عن الإسلام وأعرف عنه الشيء الكثير !!

قلت : وماذا تعرف عن الإسلام ؟

قال : الإسلام دين جميل رائع ينظم علاقتك بالآخر أيًّا كان ، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم ، ويعلمك كيف تعبد ربك بشكل واضح ، وكيف تتعامل مع والديك ، وزوجتك ، وأطفالك ، وجارك ، والمجتمع عمومًا …إلخ ، بينما ما تمارسونه مختلف تمامًا عما تنادون به ، فأنتم :
تكذبون ، تسرقون ، لا تحترمون الوقت ، فوضويون ولا تحترمون النظام ، تنتقصون الآخر ، عنصريون ، تأكلون الأموال بالباطل ، لا تهتمون بالنظافة ، تحترمون الغني وتحتقرون الفقير ، والقانون عندكم يطبق على ناس دون ناس .
ثم قال : أنا آسف ، يبدو أنك تضايقت !!

قلت له : خذ ما في هذا الكتاب واترك سلوكيات الأشخاص .

هَزَّ راسه وقال : أنتم تضيِّعون فلوسكم ووقتكم بهذه المعارض ، فنحن نعرف عنكم ربما أكثر مما تعرفون عن أنفسكم !!

وتابع قائلًا :

عودوا لكتابكم العظيم وطبِّقُوا ما فيه من سلوكيات ومبادئ ، وإذا أحسنتم التطبيق ستجدون الناس يدخلون في دينكم أفواجًا دون الحاجة لمثل هذه المعارض ؛ لأننا قوم يهمنا المنتج الملموس على أرض الواقع أكثر مما يُقرأ في الكتب !! ( انتهى )

واقعنا الحالي واقع مخجل ، فلقد قال الرجل حقًّا ، ونطق صدقًا ؛ فهم قوم عمليون يهمهم المنتج الملموس ، يهمهم أن يروا أخلاق العربي المسلم الحقيقي من صدق وأمانة وإخلاص وتفان في أداء العمل ، وغيرذلك من أخلاقيات ومبادئ موجودة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال المعصوم صلوات ربی وسلامه عليه : ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا : كتاب الله وسنتي “. (انظر ” الصحيحة ” للألباني : 1761)

ندعوكم لقراءة : ولينصرن الله من ينصره

Exit mobile version