الأسد ملك الغابة ، بل هو أشد ؛ فهو ساعدٌ وعَضُد ، قوة ورشاقة في الجسد ، اللهم لا حسد .
هو حيوانٌ أسطوري استحق لقب ( ملك الغابة ) ؛ لأنه يتصرف كالملوك ؛ حيث لا يأكل صيد حيوان آخر إلا إذا كان جائعًا ، ولا يشرب من وعاء شرب الكلب منه .
له نظام ، في أكل الطعام ؛ فهو يأكل أولًا ثم يليه باقي أفراد الأسرة .
لا يسمح للحيوانات الأخرى بالصيد في منطقة قطرها 40 كم ، ولا يتحمّل وجود أي ذكر غريب وسط عائلته .
كذلك الإناث لا تتحمّل وجود أي أنثى غريبة ، وتطرد الذكور اليافعة من زمرتها عندما تبلغ النضوج الجنسي .
علاقة تكاملية : علاقة الأسد مع أسرته علاقة تكاملية من أجل الصالح العام ؛ فالذكر مسئول عن توفير البيئة الآمنة لأفراد الأسرة ، وحمايتهم وتشجيع صغاره على الاعتماد على أنفسهم وتدريبهم على كيفية الاصطياد ، أما الأنثي فمسئولة عن صيد الفرائس ، وتوفير الطعام للأسرة .
والأسد لا يعذب فريسته قبل أن يجهز عليها ، ولا يقوم بمهاجمتها إلا حين يشعر بالجوع .
ولا يأكل اللحوم الميتة والحيوانات النافقة .
ويتصف الأسد بالجسارة ؛ لأنه يفضل الموت بشجاعة داخل ميدان المعركة عن الهروب حتى وإن كان متيقنًا من هلاكه .
- مواصفات الملك :
لملك الغابة مواصفات ؛ فهو حيوان ضخم جميل ، ذو جلد ناعم وفرو بني اللون ضارب إلى الصُّفرة ، ولذكوره غرة بنية مصفرة ، وتركيبة جسمه تمنحه القوة أكثر من السرعة ، حيث تمتاز أطرافه الأمامية بعضلاتها القوية التي تمنحه القوة للانقضاض على الفريسة وطرحها أرضًا ، بكفوفه الضخمة التي تحتوي علي مخالب معقوفة تساعده على الإمساك بالفريسة والتعلق بها حتي هلاكها .
حباه الله سبحانه وتعالى عينين ملونتين تمكنه من الرؤية في الظلام ، وحاستي سمع وشم على أعلى مستوى .
ويزن الأسد الذكر مابين 160 و 180 كجم ، وربما يصل وزنه إلى 230 كجم ، ويبلغ طوله من قمة الأنف حتى طرف الذيل حوالي ثلاثة أمتار ، بينما تزن اللبؤة حوالي 110 إلى 140 كجم ، ويبلغ ارتفاعها عند الذراع حوالي متر واحد .
واللبؤة أصغر من الذكر وأقصر منه بحوالي 30 سم .
وتصل السرعة القصوى للأسد 85 كم / الساعة ، وهي سرعة محدودة بالنسبة للفهد الذي يصل سرعته 120 كم / ساعة ، والظبي الذي يصل سرعته 104 كم / ساعة ؛ لذلك فإنه يتحتّم على الأسد أن يفاجئ فريسته عن طريق التسلل مقتربًا من الفريسة ، وعندما يصبح على بعد 15 مترًا فإنه يندفع بأقصى سرعته ويمسك بطرف الفريسة أو رأسها ويطرحها أرضًا ، ومن ثم يقبض على حنجرة الضحية بفمه فيخنقها .
والأسد ماهر فى السباحة ؛ حيث يستطيع مطاردة فريسته حتى فى الماء .
يستطيع الأسد العيش دون ماء لمدة تقترب من خمسة أيام فى حالة عدم توافر الماء ، أما فى حالة توفر الماء فهو يشرب يوميًا بطريقة طبيعية .
ويمكن سماع صوت زئيره من على بعد 8 كيلومترات .
ويستطيع الأسد أن يأكل 35 كجم من اللحم في وجبة واحدة ، وهو ينهش الطعام بأسنانه ثم يبتلعه دون أن يمضغه ، ويقوم الأسد بسحب الفريسة بعد قتلها إلى مكان ظليل ، ويمكن لأسد واحد أن يسحب حمارًا وحشيًا يزن 270 كجم وهو وزن يصعب سحبه على ستة رجال !
الأشبال : هذا وتولد الأشبال عمياء ثم تتفتح أعينها بعد أسبوع من الولادة ، ويتراوح وزنها بين 1.2 و 2.1 كجم ، وتبدأ بالزحف بعد يوم أو يومين من الولادة ، ولا تمشي قبل أن تبلغ ثلاثة أسابيع ، ولا تعود الأم للاختلاط وأشبالها مع باقي أفراد الأسرة إلا حين تبلغ الأشبال ما بين 6 إلى 8 أسابيع ، وتبلغ الذكور النضج الجنسي بحلول عامها الثالث ، وتصبح قادرة على الاستيلاء على زمرة خاصة لها بحلول عامها الرابع أوالخامس ، وتبدأ بالشيخوخة عندما تبلغ العام الثامن .. وعلى الرغم من أن الذكور قد تصل لسن 15 أو 16 عامًا في البريّة ، فإن أكثرها لا يعيش أكثر من 10 سنوات وراء القضبان !
قال الملك الحق عز وجل :
” فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ “. (المدثر : 49-51)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( كأنهم حمر مستنفرة . فرت من قسورة ) أي : كأنهم في نفارهم عن الحق ، وإعراضهم عنه حمرٌ من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد ، قاله أبو هريرة وابن عباس .
وقال حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس : الأسد ، بالعربية ، ويُقال له بالحبشية : قسورة ، وبالفارسية : شير وبالنبطية : أويا .