بطولات مصرية نادرة :
لله در الداعية الإسلامي الشهير الدكتور محمد العريفي الذي تحدث عن مصر والمصريين في خطبة الجمعة بمسجد البواردي بالمملكة العربية السعودية ، وكان مما قاله ، وتناقلته الصحف والمواقع الإخبارية :
” الإسلام فيكم وجد أعياده ، وكنتم يوم الفتح أجناده ، وكنتم عام الرمادة مداده ، وأحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده ، وحطمتم خط بارليف وعتاده ، وكنتم يوم العبور أسياده وقواده “.
لا فُض فوه ، ولا ثكله أهله وذووه ، ذلكم المنصف ، الناطق بالحق .
– قال الله الملك الحق :
” وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ “. (الأنفال : 60)
قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى : ” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ “..
أي { وَأَعِدُّوا } لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم ، { مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أي كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم ، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات ، والبنادق ، والطيارات الجوية ، والمراكب البرية والبحرية ، والحصون والقلاع والخنادق ، وآلات الدفاع ، والرأْي والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم ، وتَعَلُّم الرَّمْيِ ، والشجاعة والتدبير .. ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألا إن القوة الرَّمْيُ ) ومن ذلك الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال ، ولهذا قال تعالى : { وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان ، وهي إرهاب الأعداء ، والحكم يدور مع علته .. فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابًا منها ، كالسيارات البرية والهوائية ، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد ، كنت مأمورًا بالاستعداد بها ، والسعي لتحصيلها ، حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة ، وجب ذلك ، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وقوله : { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْْ } ممن تعلمون أنهم أعداؤكم .. { وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ } ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به ْ{ اللَّهُ يَعْلَمُهُم } فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم ، ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار ، ولهذا قال تعالى مُرَغِّبًا في ذلك : { وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّه }ِ قليلا كان أو كثيرًا { يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } أجره يوم القيامة مضاعفًا أضعافًا كثيرة ، حتى إن النفقة في سبيل اللّه ، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، { وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } أي لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئًا .
– ومن الحكايات العصرية التي تبين أن الرجولة مواقف .. والبطولة مواقف .. والشجاعة مواقف .. والوطنية مواقف .. والفدائية مواقف .
والمصري دومًا موقف ، في كل زمان ومكان ، تجده حاضرًا ، تراه رجلًا ، تراه بطلًا ، تراه شهمًا .
– وهذا ما كتب عنه المؤرخ العسكري ” عصام دراز ” في مقاله المنصف بصحيفة الأخبار تحت عنوان :
( أساطير دفنتها الهزيمة )
عن عزيمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، عن حرب يونيو 1967م التي انهزم فيها الجيش المصري هزيمة مؤلمة ، ولكن الرجل جَلَّى بعض المواقف المشرفة ، فكتب قائلًا :
” هنا سوف أحاول أن أساهم في تغيير الصورة الذهنية التي علقت بالشعب المصري و الشعوب العربية وهي الصورة التي نقلتها وكالات الأخبار وشاهدها العالم ، لقد كنت أحد الضباط المقاتلين في هذه الحرب ، وعشت أحلم بأن أكشف الجانب الآخر لهذه الحرب ، وهو صلابة الجندي والضابط المصري في مواجهة هذه المأساة ، فإن تدمير سلاح الطيران المصري في الساعات الأولى للحرب كان يعني خسارة الحرب ؛ فالحرب الحديثة تعتمد على القوات الجوية اعتمادًا كبيرًا ، وجيش يحارب في العراء بلا غطاء جوي يعني الخسارة .
بدأت الحرب بالضربة الجوية الإسرائيلية المفاجئة التي وضعت الجيش المصري في وضع صعب من أول لحظة ، ورغم ذلك كان هناك قتال شرس على خطوط المواجهة الرئيسية في منطقة أبو عجيلة .
دافعت القوات المصرية وثبتت في مواقعها رغم عدم وجود غطاء جوي ، وواجهت القوات الإسرائيلية وأنزلت بها خسائر فادحة ، وكانت الكارثة الثانية هي صدور أمر الانسحاب المفاجئ صباح السادس من یونیو ، فبدأت قوات خط الدفاع الأول في الانسحاب تحت ضغط العدو الذي سبب خسائر فادحة .
إن الانسحاب تحت ضغط العدو البري وتحت قصف الطيران المستمر يعني الانهيار أو الإبادة ، وهذا ما حدث ، وأي جيش في العالم تعرض لما تعرض له الجيش المصري لكانت النتيجة واحدة .. لقد ترك الجيش المصرى مواقعه بناء على أوامر ؛ وهذا الأمر الذي أدى إلى الانهيار وإلى الصورة التي ظهر بها الجيش المصري في أجهزة الإعلام العالمية .
ورغم هذا الانهيار فإن هناك بطولات كالأساطير عشناها بأنفسنا ، منها ما قام به الطيارون المصريون بطلعات فدائية ليس لها مثيل في التاريخ لمواجهة الهجوم الجوي الإسرائيلي المباغت .
طلعوا والممرات مدمرة ، مع سيطرة جوية فوق القواعد تمنع إقلاع أي طائرة ، كذلك عدم وجود إنذار ؛ لأن الإنذار يحدد اتجاه ومكان وارتفاع الطائرات المهاجمة .
قانونًا الإقلاع في حالة وجود هجوم جوي على القاعدة مستحيل ، وتمنعه كل قوانين الطيران ؛ ورغم ذلك أقلع الفدائيون الطيارون واستُشهد عدد كبير منهم .
لا يعرف أحد البطل نبيل شكرى ، أو ممدوح الملط ، أو عوض حمدى ، أو فاروق الغزاوى ، أو تحسين زكي ، أو الأسطورة حسن شحاتة الذي سقطت طائرته في العريش ، وهو مصاب إصابة بالغة ، وقام أهلنا في العريش بإخفائه مدة أربعة شهور ، وأعطوه بطاقة شخصية مدنية جديدة ، وعندما شددت القوات الإسرائيلية حصارها وبحثها عن الطيار المصري ( البطل ) ؛ أحضروا له عربة كارو ليعمل عليها عربجيًّا !!
كانت القوات الإسرائيلية تبحث عنه في المنازل منزلًا منزلًا ، وهو يسعى بالعربة الكارو في شوارع العريش طول النهار وهم لا يتخيلون أبدًا أن هذا العربجي هو الطيار الذي يبحثون عنه .
ذهبوا به إلى المستشفى لعلاجه من الإصابة في قدمه ، وعند حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى والبحث عنه في كل حجرة ، قاموا بتهريبه في عربة نقل الجثث من المستشفي ودفنوه في مقابر الفواخرية ، وفي المقبرة عاش عدة أيام بين الموتى !
وهنا قرر إسماعيل الخطابي الذي أدار عملية إخفائه كلها في بطولة نادرة أن يهربوه إلى القاهرة .
( أبطال -ورب الكعبة- ، يندر أن يجود الزمان بمثلهم ؛ فهم أصحاب قضية عادلة ).
قام الشيخ جریر العظيم شیخ مشايخ قبائل سيناء -رحمه الله- بوضع خطة لتهريبه ، وبالفعل تم تهريبه إلى قناة السويس بواسطة الجمال ودليل من عرب سيناء .
هذا نموذج لابد أن نعيه ، إنه إبداع وشجاعة شعب وبطولة طيار نادرة ؛ لهذا كان لابد أن يتحقق النصر .
أبطال كثيرون قاوموا ولم يستسلموا أبدًا .
وفي نفس الوقت كانت هناك قوة من الصاعقة داخل إسرائيل بقيادة ” جلال هریدي ” وكانت مهمتها تدمير المطارات الإسرائيلية ، ولكن صدور الأوامر بالانسحاب يوم 6 يونيو ، وصدور أمر بسحب هذه القوة في الوقت نفسه ، عطّل هذه المهمة المقدسة .
لا يعرف أحد عن معركة اللواء 14 مدرع بقيادة العميد ” عبدالمنعم واصل ” الذي واجه القوات الإسرائيلية واشتبك معهم ، ودارت معركة عنيفة وأنزل بهم خسائر جسيمة ، ثم انسحب بقوته انسحابًا تكتيكيًّا ناجحًا إلى القناة .
وقد أصيب عبدالمنعم واصل في صدره من شظية ولكنه قرر أن يستمر على رأس قوته ، ووصل إلى القناة بعد أن كبَّد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة .
وعندما علم بمطاردة القوات الإسرائيلية أرسل سرية دبابات بقيادة ابنه طارق واصل الذي كان يعمل تحت قيادة والده ؛ ليعطل قوات العدو ، وبالفعل قاوم طارق واصل القوات المتقدمة إلى القنطرة إلى أن دُمِّرت دبابته تمامًا ، وعاد سيرًا على الأقدام ، وأنقذته دورية صاعقة كانت عائدة من المحور الشمالي بقيادة إبراهيم الرفاعي .
عبدالمنعم واصل دفع ابنه ؛ ليحمي قواته ، لم يورثه الملايين ولا المليارات ، دفعه للاستشهاد من أجل باقي القوة ومن أجل الوطن .
كذلك معركة الفرقة الرابعة المدرعة التي صدر لها أمر انسحاب ، ثم صدرت أوامر أخرى بعودتها إلى سيناء مرة أخرى للقيام بهجوم ضد القوات الإسرائيلية المتقدمة ، ورغم عدم وجود غطاء جوي ووجود خسائر فادحة فيها إلا إنها قامت بالهجوم المضاد ، وخاضت معارك عنيفة لتعطيل القوات الإسرائيلية المتقدمة .
معارك وبطولات كأساطير خاضتها الفرقة الرابعة المدرعة ، ويشرفني أنني كنت أحد ضباطها .
لقد وُلدت إرادة النصر من رحم الهزيمة ؛ لأن الهزيمة كانت هزيمة نظام ، والقوات المسلحة هي التي دفعت الثمن .
كانت هذه الروح هي روح الجندي والضابط المصري ، وهي الروح التي كانت أساس إعادة البناء ، وتحقيق النصر بعد ذلك “.
( عن جريدة الأخبار – العدد ( 19717 ) في ٢١ / ٦ / ٢٠١٥م ).
– وهذه بطولة أخرى يسجلها التاريخ للشرطة المصرية الباسلة ، وكانت معركة مع الإنجليز :
بدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952م ، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة ” البريجادير أكسهام ” ، باستدعاء ضابط الاتصال المصري ، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية ، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة ، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى هذا الوقت ، والذي طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام .
وبدأ العصيان من قوات الشرطة المصرية الأبية ؛ وهو ما جعل ” إكسهام ” وقواته يقومون بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حي العرب وحى الإفرنج ، ووضع سلك شائك بين المنطقتين ، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحي الراقي مكان إقامة الأجانب .
هذه الأسباب ليست فقط التي أدت إلى اندلاع المعركة ، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951م ، حيث غضبت بريطانيا غضبًا شديدًا ، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ، وإحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة ، والتي كانت مركزًا رئيسيًّا لمعسكرات الإنجليز ، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر ، وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز .
وفى 16 أكتوبر 1951م بدأت الشرارة الأولى للتمرد ضد وجود المستعمر ، وذلك بحرق مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية ، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تمامًا ، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم ؛ فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الإنجليز ؛ فكانت أحداث 25 يناير 1952م .
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحًا ، فانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلًا ومدافع الدبابات الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة ، وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة ، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارًا ، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة ؛ لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي وبدون أسلحتهم ؛ وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة .
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية ، وهو النقيب ” مصطفى رفعت ” ؛ فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات : لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة .
فاستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة ، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض ، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة .
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم ، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدًا و80 جريحًا ، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلًا و12 جريحًا ، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء ” أحمد رائف ” ، ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952م .
ولم يستطع الجنرال ” إكسهام ” المجرم أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين ؛ فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال : لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف ، واستسلموا بشرف ؛ ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا .
وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريمًا لهم وتقديرًا لشجاعتهم ، وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ، ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب ، وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها .