أنيس منصور

أنيس منصور حكاية عصرية بكل المقاييس ، هو إنسان كله أحاسيس ، هو أنيس ، وهو ونيس .

يتقدم الصفوف ، ويقدم المعروف ، وكتبه على كل الرفوف .

حياته حافلة بكل ما تحمله الكلمة من معان ، فهو إنسان ، هو فنان ، عاش في الحياة الدنيا 87 عامًا كانت فألًا حسنًا على القارئ العربي في كل مكان .

وُلد الكاتب الكبير في مركز شربين بالقرب من مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية ، في الثامن عشر من أغسطس 1925م .

أول رحلته كانت مع القرآن الكريم ، الذي عرف انطلاقته مع اللغة من خلاله ، حيث نجح في حفظه في سنوات عمره المبكرة بعد الانخراط في كُتَّاب قريته ، وأسس ذلك لقاعدة قوية ساعدت الفتى الصغير على النبوغ العلمي منذ بداية رحلته ، فلم يكن غريبًا أن ينهي دراسته الثانوية متفوقًا على جميع أقرانه في جميع أنحاء مصر ، حيث كان صاحب الترتيب الأول لطلاب الثانوية العامة على مستوى مصر كلها .

كان أنيس منصور قريبًا من الناس ، فقد عني دائمًا بأن تُقرأ كتبه ، فقَدَّم عددًا كبيرًا من الكتب في مختلف المجالات في الأدب والفنون والفلسفة ، وكذلك العديد من الأعمال الدرامية ، وبالفعل كانت كتبه من أكثر الكتب مبيعًا وقراءة .

كان أنيس منصور صديقًا للرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات ، وهو من أشار عليه بالكتابة عن العملاق عباس محمود العقاد ، فأصدر كتابًا عنوانه [ في صالون العقاد .. كانت لنا أيام ] ، والذي يُعتَبَر واحدًا من أكثر كتبه شهرة .

يتضمن الكتاب جزءًا من سيرته هو الذاتية ، والتي ذكرها في عدة كتب منها [ عاشوا في حياتي ] و [ نحن أولاد الغجر ] و [ شارع التنهدات ] و [ كل شيء نسبى ].

يكشف كتاب [ عاشوا في حياتي ] عن علامات النبوغ المبكر له ، حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا ، وهو في سن التاسعة ، ثم بعد ذلك جذبه الأدب فحفظ آلاف الأبيات من الشعر العربي والأجنبي ، وكان ذلك مؤشرًا أيضًا على نبوغه في تعلم اللغات ، التي بلغ فيها مبلغًا لم يصل إليه كاتب مصري أو عربي .

– المزيد عن أنيس :

اسمه بالكامل : أنيس محمد منصور ( 18 أغسطس 1924 – 21 أكتوبر 2011 ).

كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري .

اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألّفه من إصدارت ، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث .

كانت بداية أنيس منصور الأدبية مع القرآن ، حيث حفظه في سن صغيرة في كُتَّاب القرية ، وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه [ عاشوا في حياتي ].

كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها ، ثم التحق بـكلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية ، دخل قسم الفلسفة الذي تفوّق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947 ، عمل أستاذًا في القسم ذاته ، ثم عمل في جامعة عين شمس لفترة .

تفرّغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم .

آثر أن يتفرّغ للكتابة مؤلفًا وكاتبًا صحفيًّا ، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات ، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية .

حافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه ، استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء .

ظلَّ يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف ، وثم أصدر مجلة الكواكب .

كان من المقربين للرئيس السادات ورافقه في زيارته إلى القدس عام 1977 .

– أنيس موسوعة عصرية :

تعلم أنيس منصور لغات عدة منها : الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية ، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة ، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات ، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم ، وألف العديد من كتب الرحلات ؛ مما جعله أحد رواد هذا الأدب ومن هذه الكتب :
حول العالم في 200 يوم ، اليمن ذلك المجهول ، أنت في اليابان وبلاد أخرى .

ندعوكم لقراءة : الأديب العبقري

– عادات :

عُرف بأن له عادات خاصة بالكتابة حيث كان يكتب في الرابعة صباحًا ، ولا يكتب نهارًا ، ومن عاداته أيضًا أنه كان حافي القدمين ويرتدي البيجاما وهو يكتب ، كما عُرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جدًّا ، وكان يعاني من الأرق ويخشى الإصابة بالبرد دائمًا .

– جوائز :

حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ، ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة ، وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري ، وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب .

له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به .

– وفاته :

تُوفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عامًا بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بالتهاب رئوي.

وأُقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر .

وتم دفنه بمدافن الأسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه .

– أهم مؤلفاته :

رحم الله الموسوعة : أنيس محمد منصور .

Exit mobile version