يحكى أن : نحكي لكم بعض الحكايات الحقيقية التي حدثت في التاريخ المعاصر ، والحكاية هي ما يُحكى ويُقصُّ وَقَعَ أو تُخُيِّل ، فكم للقصة من أثر في القلب والوجدان ؛ فإنها تقود الإنسان إلى البر والإحسان ، وتدفعه دفعًا إلى الإتقان ، والسير على طريق الجادة وبها يُعْدَل الميزان .
وهي عبرة لأولي الألباب ، من الكبار والصغار والشباب . وقد أكثر رب العزة جل في علاه من ذكر القصص في القرآن ، قال تعالى : ” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ “. (يوسف : 111)
فالقصص جند من جنود الملك عز وجل ، كم هدت من ضال ، وأيقظت من غافل ، وثبتت من صالح ، وأصلحت من طالح .. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على صحابته الكرام أخبار من كان قبلهم ؛ ليثبتهم ويرشدهم إلى طريق الهدى والرشاد ؛ ليكونوا من أهل التقى والسداد .
والنفس البشرية مجبولة على محبة القصص والحكايات ، والميل إليها ، والتعايش معها ، ثم يتم ربطها بالواقع المعايش بما فيه من لذات وشهوات ، ثم البحث عن الذات .
وها نحن نحكي لكم حكايات كلها من الواقع ؛ فهي حكايات عصرية ، إسلامية وعربية ومصرية ، وبعضها أجنبية ، وهي عن أناس أحياء وبعضهم أموات ، وكثير منها حصرية .
وقد اخترنا في هذه المدونة بعض القصص والحكايات من واقعنا المعاصر حتى لا يقول قائل عن قصص وحكايات الأولين من الأنبياء والمرسلين ، والأنصار والمهاجرين ، إنهم رسل وأتباع رسل مقربين ، أين نحن منهم ؟ فنقول لهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم “.. قالوا : يا نبي الله ، أومنهم ؟ قال : ” بل منكم “.. ثلاث مرات أو أربع . (رواه الطبراني في الكبير والأوسط – الصحيحة 494)
ندعوكم لقراءة : دفاعٌ عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
وبالفعل وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يشد بعضها بعضًا تدل على أن المتمسك بدينه -في زماننا هذا- له أجر خمسين من الصحابة -رضوان الله عليهم- ؛ ذلك أن هذا الزمان زمان فتن ، قال المعصوم صلى الله عليه وسلم : ” يتقارب الزمان ، ويُقبض العلم ، ويُلقى الشُّحُّ ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج “.. قيل : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : ” القتل “. (رواه البخاري ومسلم)
وقال صلى الله عليه وسلم : ” يأتي على الناس زمان ، الصابر فيه على دينه ، كالقابض على الجمر “. (انظر “الصحيحة” للألباني 957)
فالخير في أمة الحبيب محمد حتى قيام الساعة ؛ فلنأخذ الخير من الخيرين ، ولنعتبر بقصصهم ونسير على دربهم ، وهم بين أظهرنا ، أو ماتوا وليسوا منا ببعيد ؛ فالسعيد من اعتبر بغيره .
يحكي أن شيخٌ للأزهر هدد بارتداء كفنه إذا اعتدت الحكومة على حكم من أحكام الله ؛ فردهم عن غيهم ، وهذا التاجر الذي تاجر مع الله ؛ فأربح الله تجارته ، وهذا البار ، وذاك المتصدق ، وهذا المدافع عن القرآن وسنة النبي العدنان ، ويحكي أن حاجًّ جاء ليحجّ على دراجة وقد أتى من الصين ، وهذا المتبرع بأرضه وماله لبناء المسجد ، وهذا الذي يحمل أباه على ظهره ليحج به ، وهذا الكويتي الذي يقول : المال مال الله ، وهذا الراجحي وما قام به ، والسميط ، وسيد جلال ، ومحمود العربي ، وصاحب موبيكا ، وليلى دوس ، وصاحبة شجرة الليمون ، وبنك الدم المتنقل ، وأطفال البحرين الذين يفتخرون بالإسلام ، وغيرهم وغيرهم .
قصص وحكايات تستحق القراءة والاهتمام .
والسلام ختام .