وفي أنفسكم أفلا تبصرون

وفي أنفسكم أفلا تبصرون .. آيات ثاقبات من مبدأ خلق الإنسان إلى منتهاه ؛ حيث ترى عجبًا في تركيب خلق الإنسان ، فجسم الإنسان مليء بالأسرار التي تبهر ، بل تقهر عقول العلماء .

فهذا المخ الذي لا يتعدى ١,٥ كيلو جرام بنسبة 2% فقط من جسم الإنسان ، يحتوي على بلايين الخلايا العصبية المركزية المساعدة التي تقوم بدور مركز عمليات جسم الإنسان ، وبث الرسائل من المخ إلى أعضاء الجسم المختلفة والعكس .

وللمخ القدرة على تخزين 86 مليون معلومة يوميًا !! ويحدث حوالي عشرة آلاف تفاعل كيميائي داخل المخ كل ثانية .

( ما سبق : غَيْضٌ من فَيْض ).

– المنظومة الچينية :

الكشف الياباني المذهل للمنظومة الچينية ، مع تحديد أربعة چينات تؤدي إلى تحويل خلايا إنسان بالغ فتستعيد خواصها الأولية !!

ومع هذا المقال في هذا المجال :

طفرة في الهندسة الوراثية والچينات ( بيو تكنولوچي ) ، ومنها الشفاء من كل الأمراض ، وسبحانه الشافي المعافي ؛ فهو على كل شيء قدير .

محصول وفير من حصاد التقدم العلمي بسبيل أن يخرج إلينا ليعم بالخير على الإنسانية ؛ لنبدأ بالعلاج الجيني ، وبنحو مفهوم من غير المتخصصين من أمثالنا .

التكتيك الجديد لأسلوب العلاج الذي دخل مرحلة التطبيق ، وإن كان في حدود ضيقة حتى الآن ، لكنه قطع مرحلة التجارب النهائية ؛ بمعنی تم التوصل لإمكان تحديد الجينات أو الجين ذاته المتسبب في المرض ليتولوا تعديله .

العلاج الأحدث اليوم يقوم على التعامل مع الخلل الذي يطرأ ، فإما يعدله أو يتم استبدال الجين الذي أدى إلى المرض ؛ ويُستبدل بمستنسخ سليم .

التجارب العلمية العملية والتي تُجری على المرضى منذ عام 2012م حققت اختراقات مشهودة مع مرضى من ذوي أمراض تُعرف بالمستعصية ؛ فأدي العلاج -جينيًا- إلى توقف المرض بنحو دائم ؛ أي الشفاء .

مثل هذه العملية والتي لم تُعمم على نحو واسع بعد ، تصل تكاليفها لنحو 15 ألف دولار ، وهذا المبلغ لا يتضمن الرعاية المركزة المطلوبة ، إنما المنتظر بديهيًا أن تقل تكلفة العلاج في المستقبل .

هذه التكنولوجيا الجديدة هي ما سوف تنهي احتكارات هيمنة الشركات الكبرى في سوق الدواء العالمي .

هذا التكنيك الطبي الأحدث ، قائم على الخلايا والجينات والحسابات الدقيقة التي لا تحتمل الخطأ ، حيث يستطلع الأطباء التشخيص من الشفرة الجينية للمرض بمفرداتها لإضفاء التعديل المطلوب .

اليوم نجد لدى الجامعات والمدارس الثانوية في الدول المتقدمة علميًّا ، معامل شتى لديهم منغمسة في مجال ما يعرف علميًّا بتصنيع البيولوجي . محاولات تسهم في مجال الهندسة الجينية أو تصنيع كيمياء حيوية بتكوين جزيئات كيميائية ، لها مواصفات حية ؛ بمعنى أكثر وضوحًا تصنيع -مادة- من تفاعلات كيمياء حيوية .

العلم توصل إلى فهم التركيب الجزيئي لجسم الإنسان والذي يُعرف بالچينوم ؛ بالتالي لما يُعرف -بالبصمة الجينية- .. فهذه مثلها مثل بصمة الأصبع ، وبصمة الصوت لكل مخلوق بشري خاصيته التي لا تتطابق مع أحد .
سبحان الله .

هذا الفرع من العلم يعرف بأسلوب إدارة المنظومة الجينية نواة الخلية ؛ من هنا خرج ما يسمى بالتكنولوجيا الحيوية أو الهندسة الجينية ، أي الوراثية ، فإعادة التركيبة الجينية تؤدي إلى التغيير المطلوب في الجينات المعطوبة ، وكأنها تنتقل إلى طبعة جديدة منها .. هذا هو التعريف الطبي الأسهل الذي يمكن لأمثالنا من غير المتخصصين أن نستوعبه من أسلوب هذا العلاج باستخدام الجينات والذي يمكن بحقنة واحدة في جسد مريض تشفيه من أخطر الأمراض البشرية بإذن الله تعالى ؛ وذلك من أنسجة جسم المريض ذاته دونما حاجة إلى متبرع ولا إلى أجنة !

العلم يكاد ينتهي من إعادة برمجة خلايا بشرية لاستعادتها الجينية الأولية التي تعرف بخلايا جذع الجنين .

هذا ما يمكن من استحداث قلب أو كبد أو كلية أوبنكرياس ، أو غير ذلك من جسم المريض ذاته ليشفى ؛ بمعنی تحویل خلاياه العادية إلى خلايا جنينية .

هنا لابد من التنويه بأهمية الكشف الياباني الذي أدى لذلك ؛ فالعلم حصيلة بناء جماعى .

عالمان بجامعة ( كيوتو ) استطاعا تحديد أربعة جينات هي ما تؤدى إلى تحويل خلايا إنسان بالغ لتستعيد خواصها الأولية على نحو ما كانت عليه خلايا الجذع الجينية بداخل الرحم ، وقد نالا جائزة نوبل على هذا الاكتشاف الذي تلقفه العلماء الأمريكيون للبناء عليه وتحويله من فئران التجارب إلى أجساد البشر .

يبقى للعلم أن الحبل السري والدماء المتعلقة ببعض سرة المولود تعتبر من أثمن المخلفات التي يوجد لها شركات متخصصة حاليًا للإبقاء عليها لوقت حاجة .

سبحان الله العظيم ، كلما تعمق العلماء في استخدام عقولهم ، وغاصوا في تفهم الميكنة البشرية ، خارقة الاعجاز ؛ ازداد الإيمان بالله الخالق العظيم .

فيا خالق البشر .. سبحانك .

( عن مقال للكاتبة الصحفية / مها عبدالفتاح ، بتصرف متاح ).

ندعوكم لقراءة : مراحل خلق الإنسان

– رأيت الله في كبدی :

هكذا كتب الدكتور عاصم الشريف في مقال بأخبار اليوم – العدد (۳٤۰۰) بتاريخ ۲۰۱۰/۱/۲م ، يقول الطبيب المؤمن :

يقدِّر العلماء وظائف الكبد بأكثر من ثلاثمائة وظيفة !!

الكبد مصنع : لتصنيع الصفراء التي تساعد على هضم الطعام وامتصاص الدهون ، وتصنيع عوامل التجلط ، وهذه العوامل هي المسئولة عن توقف أي نزف إذا حدث جرح .

الكبد مخزن : يحفظ مخزون الحديد والفيتامينات والعناصر المعدنية ، ويحفظ الطاقة ببناء مخزون الوقود في شكل كربوهيدرات وجلكوز ودهون .

الكبد كمبيوتر : ينظم توازن الهرمونات حيويًّا ، وله دور كبير في تحويل الطعام إلى مركبات بسيطة يستطيع الجسم الاستفادة منها .

الكبد جيش دفاعی : فهو يشكل جزءًا من الجهاز المناعي .

الكبد شرطي مرور : فله دور كبير في تنظيم سيولة الدم .

والعجب العجاب : الكبد يستطيع القيام بكل وظائفه حتى لو فقد أكثر من %۸۰ من نسيجه !!

” وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ “. (الذاريات : ۲۱)

– وغير الكبد :

يا تُرى ، يَدُ مَنْ : التي امتدت إلى عين الإنسان ، فجعلتها في علبة منخفضة من العظم لئلا تتعرض للتلف والمهالك ، وظللتها برموش تدفع معاكسة ضوء الشمس لها ، وحاطتها بأهداب تمنع تساقط العرق فيها ، وغطتها بأجفان ، وجعلت لها ماءً ملحًا ( الدموع ) حولها لئلا يلحقها النتن ؟!

ويَدُ مَنْ : التي جعلت ماء الأذن مُرًّا لئلا تتسرب الحشرات إليها والإنسان نائم ، وجعلت ريق الفم عذبًا ، مع أن الماء الذي نشربه واحد؟!

وأي جهاز : وُضع في الأذن حتى يميز بين الأصوات المتعددة وهي قطعة من اللحم ؟!

وأي جهاز : وُضِع في الأنف حتى يميز بين الرائحتين : الطيبة والخبيثة ؟!

الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير .

– حقائق طريفة عن الجسم :

– المخ الجديد :

تحت العنوان السابق ، كتب الدكتور محمود عطية في زاويته ( من باب العتب ) بجريدة الأخبار – العدد (١٨٩٦٣) بتاریخ ۲۰۱۳/۱/۲۲م ، يقول :

هل فعلًا هناك مخ جديد ؟!

دراسات علم الأعصاب باعتباره ( علم العمليات المعرفية ) يثبت أن ما كنا نعرفه عن المخ قديمًا من معلومات ، وطريقة عمله لم تعد صالحة .. باتت معلومات خاطئة غير صالحة للعلم الآدمي .. والعمليات المعرفية المقصود بها قدرة المخ والجهاز العصبي على الانتباه والتعرف والتعلم ، فقد تمكنا بدراسة أمخاخ الناس العاديين استكشاف العديد من مجالات عمل المخ وإمكانياته اللامتناهية ؛ مثلًا تأكد أن الفرد العادي باتباع إرشادات معينة قائمة على فهم عمل المخ يمكن أن يحقق أداءً متميزًا في مجال الرياضيات !

هذه المعلومات الحديثة عن المخ تتناقض مع النظريات التقليدية القديمة التي كادت تحد من قدرة المخ ، وترى المتميزين رياضيًّا يُولدون بهذه القدرة ، وجيناتهم تحدد نوعية تميزهم !

دراسات المخ الحديثة أثبتت أن الآثار الضارة على المخ من تعرضه لمشاهد العنف حتى لو كانت تمثيلًا يمكن أن تغير من طبيعة عمله بشكل ضار . وأدركنا حاليًا أن المخ لا يحده شيء سوى أفكارنا ومشاعرنا هي التي تحدد صحة المخ وقدرته على العمل المتجدد .. ومن معجزات المخ أنه يتطور في كل دقيقة خبرة يمر بها ؛ فمخك بالأمس ليس مخلك اليوم ، الأفكار والمشاعر التي مررت بها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية غيرت فيه كثيرًا ، وهذا ما يسميه العلماء : قدرة المخ على المطاوعة .

بهذه القدرة الفائقة على المطاوعة فإن المخ يستمر في التطور ما دام صاحب المخ حيًّا .. إننا جميعًا حتى ولو لم نُولد عباقرة نستطيع تحقيق مستويات من الأداء تميزنا -على أقل تقدير- عن الغالبية العظمی ممن يعملون في نفس مجالنا .

إنه المخ الجديد .

Exit mobile version