تعالوا لنرى ماذا يقول خالق الجنان بنفسه تبارك ربنا في عليائه :
” وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الجنة وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ “. [البقرة : 221]
” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا “. [النساء : 57]
” الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ” [التوبة : 20-22]
” وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “. [التوبة : 72]
” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “. [يونس : 9-10]
” وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ “. [يونس : 25-26]
ومن كلام البشر عن الجنة :
– كلام شيق و جميل لفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله في وصفه للجنان في كتابه الماتع :
● الجنة بالنسبة لي ليست مجرد حقيقة قادمة فقط. .
● إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغمًا عني ، والأماكن التي لا تستطيع الأرض مَنحي إياها .
● إنها الحب الذي بخلت به الدنيا ، والفرح الذي لا تتسع له الأرض .
● إنها الوجوه التي أشتاقها ، والوجوه التي حُرمت منها .
● إنها نهايات الحدود ، وبدايات إشراقات الوعود .
● إنها استقبال الفرح ، ووداع المعاناة والحرمان .
● الجنة زمن الحصول على الحريات ؛ فلا قمع ولا سياج ولا سجون ولا خوف من القادم والمجهول .
● الجنة موت المُحرمات ، وموت المَمنوعات ، وموت السُلطات .
● الجنة موت الملل ، موت التعب ، موت اليأس .
● الجنة موت الموت .
● فى الجنة لن نفترق ، ولن نخاف البعد ولا الموت ولا الظروف ولا السفر .
● فى الجنة لن نغـار ، ولن ننام ، ولن نتعب .
● فى الجنة لا بكاء ، ولا جروح ، ولا دموع ، ولا ألم .
● في الجنة ستموت خُصيلات الشّيب ، وهالات العين ، وإجهاد السهر ، و دموع الحنين .
● في الجنة سنكون أجمل بكثير .
● فى الجنة سنرى رسول الله ﷺ .
● فى الجنة سنرى الله جل وعلا ” لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ “.
أسأل الله جل وعلا أن يجمعنا وإياكم ووالدينا ووالديكم والمسلمين جميعًا فى الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا دون حساب ولا سابق عذاب .
( انتهى )
– وهذا شعر لزين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم :
اعمل لدار البقاء رضوان خازنها ….. الجار أحمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها ….. والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل ….. والخمر يجري رحيقًا في مجاريها
والطير تجري على الاغصان عاكفة ….. تسبح الله جهرًا في مغانيها
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها ….. بركعة في ظلام الليل يخفيها
أو سد جوعة مسكين بشبعته ….. في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ….. أن السلامة منها ترك ما فيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ….. ودارنا لخراب البوم نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ….. إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه ….. ومن بناها بشر خاب بانيها
والناس كالحب والدنيا رحى نُصبت ….. للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف ….. ولا الفرار من الأحداث ينجيها
تلك المنازل في الآفاق خاوية ….. أضحت خرابًا وذاق الموت بانيها
أين الملوك التي عن حظها غفلت …. حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أفنى القرون وأفنى كل ذي عمر ….. كذلك الموت يفني كل ما فيها
نلهو ونأمل آمالًا نُسَرُّ بها ….. شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس أصول التُقى ما دمت مقتدرًا … واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
تجني الثمار غدًا في دار مكرمة ….. لا من فيها ولا التكدير يأتيها
الأذن والعين لم تسمع ولم ترَ ….. ولم يجرِ في قلوب الخلق ما فيها
فيا لها من كرامات إذا حصلت ….. ويا لها من نفوس سوف تحويها
– كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دُعاء :
” وأسألُك لذَّةَ النَّظرِ إلى وجهِك الكريمِ والشَّوقَ إلى لقائِك في غيرِ ضرَّاءَ مضرَّةٍ ولا فتنةٍ مضلَّةٍ “.
اقرأ أيضًا : هــــــــي الجــــنـــــــــة 1
– قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى :
{ لي نفسي تواقة ، وإنها لم تُعْطَ شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أفضل ، فلما أعطيت الذي لا شيء أفضل منه في الدنيا ، تاقت إلى ما هو أفضل من ذلك ؛ أي الجنة }.
– قال ابن حزم الأندلسي :
{ العاقل لا يرى لنفسه ثمنًا إلا الجنة }.
– قال حكيم :
{ الشر عنصر إذا أُضيف إلى الخير كانت الدنيا ، وإذا حُذف منه كانت الجنة ، وإذا غلب عليه كانت النار }.
– قيل لإعرابي :
أتحسن أن تدعو ربك ؟
فقال : نعم ، قيل : فادع ، فقال : { اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك ، فلا تحرمنا الجنان ونحن نسألك }.
– وقال ابن تيمية :
{ المنازل العالية لا تُنال إلا بالبلاء }.
– وقال ابن رجب :
{ وقيام الليل يُوجب علوّ الدرجات }.
” وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا “. [الإسراء : 79]
– قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
{ إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة }.
– وقال أيضًا :
{ الرضا .. باب الله الاعظم ، وجنة الدنيا ، وبستان العارفين }.
– قال الحسن البصري رحمه الله :
{ ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها }.
– لما ماتت أم إِياس بن معاوية ؛ بكى عليها ، فقيل له في ذلك ، فقال : { كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة ، فأُغلق أحدهما }.
( يا له من ذكيٍّ ألمعي )
– قال ابن القيم رحمه الله :
{ إن بيوت الجنة تُبنَى بالذكر ، إذا أمسك الذاكر عن الذكر ، أمسكت الملائكة عن البناء }.
– وقال في نونيته :
ولسوف يُدعَى المرءُ من أبوابها … جَمْعًا إذا وَفَّى حُلَى الإيمانِ
منهم أبو بكر الصديق ذا … ك خليفة المبعوث بالقرآنِ
– قال إبراهيم بن أدهم :
{ دارنا أمامنا ، وحياتنا بعد وفاتها ؛ فإما إلى الجنة ، وإما إلى النار }.
ثم يقول : { كيف يضحك من بموت ، ولا يدري أين يُذهَب به : إلى جنة أم إلى نار؟! }.
– وهذا ابن سيرين في ( منهاج القاصدين ) يقول :
{ ما حسدت أحدًا على شيء من أمر الدنيا ؛ لأنه إن كان من أهل الجنة ، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا وهو يصير إلى الجنة؟!
وإن كان من أهل النار ، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا وهو يصير إلى النار؟! }.
– يقول الدكتور محمد العريفي :
{ ليس من اللازم أن ترضى عن الدنيا كلها ..
لا يوجد رضا مائة بالمائة إلا في الجنة }.
– ونختم بكلام المعصوم صلى الله عليه وسلم القائل فيما ورد عنه :
” إن في الجنة لخيمةً من درَّةٍ مجوفة ، عرضها ستون ميلًا ، في كل زاوية منها أهل يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن “. (رواه البخاري ومسلم)