من وصايا لقمان

من وصايا لقمان :

قال الله الملك الحق :
« وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ». (لقمان : 12)ِ

يخبر الملك ، جلَّ في علاه ، عن امتنانه على عبده الصالح لقمان ، بالحكمة .

قال الله تعالى :
« يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ». (البقرة : 269)

قال مجاهد : الحكمة ؛ هي الإصابة في القول والفعل .

هي العلم بالأحكام ، ومعرفة ما فيها من الأسرار والإحكام .
وقد يكون الإنسان عالمًا ، ولا يكون حكيمًا .
وأما الحكمة ، فهي مستلزمة للعلم ، بل وللعمل ، ولهذا فسرت الحكمة بالعلم النافع ، والعمل الصالح .

أشهر من قال : يا بُنَيّ ، كما علمنا ، والله أعلى وأعلم ؛ هو لقمان الحكيم ، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ، وهو ينصح ابنه واعظًا إياه .

وهي عظات ، تصلح للبنين والبنات ، في كل زمان ومكان ، ليتنا نعلمهم إياها بقدر الإمكان .

« وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ». (لقمان : 13-19)

إن لقمان جمع في وصاياه أصول الشريعة الأربعة :

الاعتقادات ، وهذا في قوله : { لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ }. (لقمان : 13)

والأعمال في قوله : { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ }. (لقمان : 17)

وأدب المعاملة في قوله : { وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ }. (لقمان : 18)

والأدب مع النفس في قوله : { وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَ ⁠تِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِیرِ }. (لقمان : 19)

ندعوكم لقراءة : يا بني

وحُفِظ عن لقمان أقوال في غير القرآن ، فـ لقمان شخصية حكيمة شهيرة ؛ ولهذا خاطب الله القرشيين به لأنهم يعلمون به ويسمعون عنه ، فهو شخصية حكيمة شهيرة معروفة لدى الأمم ؛ ولهذا نزل القرآن بخبره وقصته .

فمن وصاياه :

يا بني ! لا تُرسلْ رسولك جاهلًا ، فإن لم تجد حكيمًا ، فكن رسولَ نفسك .
يا بني ! إياك والكذبَ ؛ فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه .
يا بني ! احضر الجنائز ولا تحضر العرس؛ فإنَّ الجنائزَ تذكرك الآخرة والعرسَ تشهيك الدنيا .
يا بني ! لا تأكل شبعًا على شبع ، فإنك إن تلقه للكلب خير من أن تأكله .
يا بني ! لا تكن حلوًا فتُبلَع ، ولا مرًّا فتُلفَظ .
يا بني ! إني حملت الحجارة ، والحديد ، وكل شيء ثقيل ، فلم أحمل شيئًا هو أثقل من جار السوء .
يا بني ! إني ذقت المر ، فلم أذق شيئًا هو أمر من الفقر .
يا بني ! إن الدنيا بحرٌ عميق ، قد غرق فيها ناس كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها إيمان بالله ، وشراعها التوكل على الله ؛ لعلك تنجو ، ولا أراك ناجيًا .
يا بني ! اتخذ طاعة الله تجارة ؛ تأتك الأرباح من غير بضاعة .

ومما حُفِظ عنه أنه قال : ثمان حفظتها عن الأنبياء : إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك ، وإن كنت في الطعام فاحفظ بطنك ، وإذا كنت في بيت غيرك فاحفظ عينيك ، وإذا كنت في الناس فاحفظ لسانك ، واذكر اثنتين وانس اثنتين : اذكر الله ، واذكر الموت ، وانس إحسانك إلى الغير ، وإساءة الغير إليك .

Exit mobile version