كلام طيب :
اخترت لكم هذا الكلام الطيب ، من خلال رسائل إخوة لي أعزاء ، وهي مقتطفات مختارة ، وربما يكون بعضها حِكَمًا بين الناس سيَّارة:
سبحان مَن يُغَيِّر ولا يتغير .
من جمال القُرآن أنك لا تستطيع تغيير كلماته ، لكن كلماته تستطيع أن تُغيرك .
أسأل الله الذي تجلى في علاه ، أن يفيض عليكم من عطاياه ، وأن يجعل سعيكم في رضاه .
أجمل فعل أمر تسمعهُ في الدُّنيا والآخرة :
” ادخُلوها بسَلام “.
وأجمل نَهْي تسمعه في حياتك :
” لا تقنطوا من رحمةِ الله “.
وأجملُ فعل ماض يفيد المستقبل :
” رضيَ اللهُ عنهم ورضوا عنه “.
وأجملُ يوم :
هو : ” يومَ ترى المؤمنينَ والمؤمناتِ يسعى نورُهم بين أيديهم وبأَيمانهم “.
إذا أردت أن تعيش في سعادة ، عليك أن تبادر بثلاث :
عدم الحزن على ما فات ، عدم القلق على ما هو آت ، الرضا بما قسم رب الأرض والسماوات .. عندها يذهب عنك كربك ، وتسكن السعادة قلبك ، وينور الله دربك .
ربما يكون رزقك أنك سليمٌ معافى من أي مرض ، أو تكون في سـترٍ من الله لكل أخطائك ، أو تكون في لطـفٍ منه سبحانه وتعالي فينقـذك في آخر لحظة ، أو تكون في محبةٍ يضعها لك في قلوب عباده ، أو في عائلةٍ دافـئة ، أو في راحة بال وسكينة.
الأرزاق شـتــى ، فلا تحصرها على الماديات فقـط .
كان أحد الصالحين يدعو ؛ فيقول : ” اللهم بارك لي في رزقي “.
فسأله أحدهم : لِمَ لَمْ تقل اللهم ارزقني ؟
قال : ” إن الله ضمن الرزق لكل حيّ من خلقه ، ولكني أسأله البركة في الرزق ؛ فهي جُندٌ خفيٌّ من جنود الله ، إذا حلّت في المال أكثرته ، وفي الولد أصلحته ، وفي القلب أسعدته “.
تذكر كل يوم ألّا تحاسب نفسك على مستحيل تمنيته ، بل على ممكن ضيعته ؛ لأن مساحة الممكن تتسع بالأعمال لا بالآمال ، وأحب الأعمال إلى الله أدومُها وإن قل .
لا تترك طريق المجاهدة ، ولا ترضَ لقلبك الغفلة ، ولا تكفّ عن الدعاء ، ولا تترك لنفسك هواها ، وبإذن الله ستصل .
السّعادة ﻻ تحتاج إلى معجزات ، كلّ ما تحتاجه : قلبٌ متسامحٌ ، وجهٌ مبتسمٌ ، وقناعةٌ بالرزق ، وثقةٌ تامّةٌ بالله .
إياك أن تقول كلامًا فيه اتهام لأحد لا تستطيع أن تثبته .
وإذا قيل لك يوم القيامة : ” هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ” ، ولن ينفعك أن تقول حينها : سمعت من فلان .
اكتم عن الناس : ذهبك ، وذهابك ومذهبك .
( ابن الجوزي ).
أرأيت كلّ ما أهمَّ قلبك وأوجع خلجات صدرك ، بثّه في سجدةٍ واحدة ، ولا تترك في قلبك أي شيء مهما تخالطت دموعك بكلماتك وتكركب لسانك من فيضِ عِباراتك وعَبراتك ، فوالله ستمرُّ الأيام سريعًا وقد تنسى تلك الدعوات وتنشغل في أمور حياتك ، وإجابة تلك الدعوات تُنسجُ لك من حيث لا تعلم لتفرح بها من حيث لا تحتسب ، فتمسّك بحبل الدعاء المُمتد للسماء السابعة حتى تنقشع عنك سحب البلاء وتأتيك من بعدها سحب الهناء .
مهما تعسّرت بك الحياة ، فلن يدوم عسرها ؛ لأن الأصل الذي كتبه الله للمؤمن هو التيسير .
ﺍﻟﺤﻴَﺎﺓ فِتَنٌ ﻭَﺍﻟﺜَّﺒﺎﺕُ ﺻَﻌﺐ .
الثَّبات لَا ﻳَﻜﻮﻥ ﺑِﻜﺜﺮَﺓ ﺍلاﺳﺘﻤَﺎﻉ إلى المواعظ ، ﺇﻧَّﻤﺎ ﻳَﻜﻮﻥ ﺑِﻔِﻌﻞِ ﻫَﺬﻩِ ﺍﻟﻤَﻮﺍﻋﻆ .
قال الله تعالى : ” ﻭَﻟَﻮْ ﺃنَّهُمْ ﻓَﻌَﻠُﻮﺍْ ﻣَﺎ ﻳُﻮﻋَﻈُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻟَﻜَﺎﻥَ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﻟَّﻬُﻢْ ﻭَﺃَﺷَﺪَّ تَثْبِيتًا “.
لا أحد يتوقف ليفكر !
الكل يهرول في عجلة ليلحق بشيء ، وهو لا يدري أن ما يجري خلفه سراب ولا شيء ، وأن الدقائق والساعات والأيام تجري وعمره يجري ، وآخر المطاف مثواه التراب .
( د. مصطفى محمود / من كتاب : ماذا وراء بوابة الموت؟ ).
ونختم الكلام الطيب بدعاء من صديق ، أعجبني :
أسأل الله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانع ، ولا تخفى عليه الطلائع ، ولا تضيع عنده الودائع ، وهو للدعوات سامع ، وللكربات دافع ، وللدرجات رافع :
أن يجعل لنا ولكم من كل هم فرجًا ، ومن كل ضيق مخرجًا ، وأن يبدل الحزن فرحًا ، والعسر يسرًا ، ويجعلنا وإياكم من السعداء في الدنيا والآخرة .
أسأل الله أن يسعدكم سعادة لا يخالطها هم ولا حزن ، وأن يجعلكم ممن طال عمره وحسن عمله ، وبورك له في رزقه وماله وذريته وعمله ، وكتبه الله من السعداء في الدنيا والآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
اللهم ثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .