شهامة أطباء

شهامة أطباء :

يقولون : الرجولة مواقف ؛ وها نحن نحكي لكم مواقف بطولية مشرفة لأطباء مصريين أثناء اندلاع حريق بمستشفى بالمطرية ، ولنبدأ الحكاية من أولها :

تلقت السلطات المصرية بلاغًا بنشوب حريق ضخم مساء الأربعاء الموافق للأول من شهر فبراير 2023 ، داخل مستشفى النور المحمدي بمنطقة المطرية شرق القاهرة ، حيث دفعت السلطات بقوات الحماية المدنية للتعامل مع الحادث وإطفاء النيران ، فيما تم إخلاء المبنى من المرضى والعاملين فيه قبل بدء عمليات الإطفاء .

كما قامت القوات بتطويق المنطقة ومنع اقتراب السيارات والمارة ، فيما تواصلت عمليات إخماد النيران .

وفي وقت لاحق ، تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق ، وبدأت في إجراء عمليات التبريد لإحكام السيطرة على الأدخنة .

أخيرًا حررت الشرطة محضرًا بالحريق ، واستمعت لأقوال العاملين في المستشفى وبعض شهود العيان ، حيث تم إخطار النيابة العامة التي انتقلت إلى موقع الحريق للمعاينة .

أما عن طبيب مستشفى النور المحمدي الشهم ، فقد تصدر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك عقب موقفه البطولي خلال حريق المستشفى الخيري بالمطرية ، حيث أطلق عليه شهود الحريق ومتابعو السوشيال ميديا لقب ” الطبيب الشهم ” ، فماذا فعل ؟

يذكر أن الحريق الذي اندلع مساء الأربعاء الأول من فبراير 2023 ، قد أسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 32 آخرين في مستشفى النور المحمدي بالمطرية .

هرول الجميع للخروج من المستشفى عقب اندلاع الحريق إلا أن طبيب النساء والتوليد رفض الخروج وأصر على البقاء ، قائلًا : { أقسم بالله مش هخرج } ، وذلك لانشغاله بتوليد إحدى السيدات .

ووفقًا لرواية أحد شهود العيان ، لم يترك الطبيب ، السيدة أثناء إجراء الولادة بعد اندلاع الحريق ، خوفًا على صحتها وصحة جنينها ، حيث بدأ الطبيب بإجراءات ولادة السيدة ، وبعد دقائق نشب حريق هائل في المستشفى ، فاضطر خلاله العاملون لترك أماكنهم للنجاة بحياتهم خشية تعرضهم للاختناق أو الحرق بسبب امتداد النيران .

ووفقًا لتقرير نشره موقع العربية ، روى شاهد العيان ، كواليس المشاهد المؤثرة ، بسماعه صوت الطبيب وهو يقسم على عدم خروجه من غرفة الولادة إلا بعد أن تضع تلك السيدة مولودها ، ويطمئن على حالتها الصحية ، رغم انتشار الدخان في المكان .

كما نجح الطبيب بالفعل حسب الشاهد ، في إجراء العملية في وقت قياسي لإنقاذ السيدة وجنينها ، ثم بدأت بعدها رحلة الخروج من الغرفة ، وسط تدافع المواطنين في المستشفى المزدحم .

ندعوكم لقراءة : الرجولة مواقف

وهذه قصة بطولة أخرى سطرها طبيب تخدير يدعى علي دسوقي ، الذي رفض أن يترك حالة كانت معه وظل بجوارها داخل المستشفى وسط النيران ، ورفض أن يتركها وحيدة حتى أنقذ حياتها .

ومن جانبه ، قال الدكتور علي دسوقي استشاري التخدير بمستشفى النور المحمدي ، إنه أثناء نشوب الحريق كان يجري عملية جراحية لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات .

وأضاف أنه كان رفقته في العملية الدكتور رفعت بدوي أستاذ طب جراحة الأطفال بجامعة الأزهر ، موضحًا أنهم بدأوا العملية في تمام الساعة الواحدة ظهرًا ، ثم تفاجأوا بسماع صوت انفجار هائل في الساعة الثانية .

وواصل الدكتور علي دسوقي حديثه قائلًا : بعد ما بدأنا العملية بساعة سمعنا صوت انفجار هائل وصراخ واستغاثات من الناس ، حسينا إن فيه كارثة فـ بعتنا ممرضة تشوف في إيه ، بصت من شرفة دورة المياه وجت قالت لنا إن فيه نار عالية جدًّا واصلة لحد عندنا فوق .

وأوضح الدكتور دسوقي أن طبيب جراحة الأطفال أخبره أنه سوف يستمر في إجراء العملية للطفلة نظرًا لأنه كان أوشك على الانتهاء ، مشيرًا إلى أنه في أثناء ذلك انقطعت الكهرباء نتيجة حدوث ماس كهربائي .

وأشار الدكتور علي دسوقي إلى أن الكهرباء والأكسجين انقطعا فـاضطر أن يستخدم كشاف هاتفه المحمول للإنارة ، كما استخدم أسطوانات الطوارئ الخاصة بالأكسجين ، قائلًا : الأمور كانت شبه مستقرة لكن أهل الطفلة كانوا هيتجننوا برا .

وقال إنه رفض أن يخرج بالطفلة من غرفة العمليات إلا عندما تكون في وعيها تمامًا وتستفيق من العملية ، مضيفًا : البنت فاقت وفضلت قاعد معاها 10 دقايق كمان عشان أطمن عليها أكتر وأنقلها مستشفى تانية ، رفضت أسيبها والحريق شغال وهي اللي كانت هماني لأنها زي بنتي ولازم أخاف عليها .

Exit mobile version