في أعماق المياه تعيش أسماك في خندق ماريانا في المحيط الهادي ، وهو أعمق مكان في الأرض ( أكثر من 11 ألف متر تحت سطح الماء ) ، بينما أحدث غواصة في العالم لا تستطيع الوصول اليوم لأكثر من 7000 متر تحت سطح الماء ؛ وإلا تتحطم من ضغط الماء ، بينما هذه السمكة تمشي وتسبح في خليج ماريانا بكل سهولة ويسر !
– خندق مريانا :
هو خندق ماريانا ، خندق بحري ، أعمق نقطة في سطح الكرة الأرضية ، وتقع في غرب المحيط الهادي إلى الشرق من جزر ماريانا الشمالية .. يبلغ طول الخندق حوالي 2550 كم ، ويبلغ عرضه 70 كم ، وهو مستطيل الشكل .
يصل عمق أبعد نقطة في خندق ماريانا حوالي 11.03 كم تحت سطح البحر وهي ( تشالنجر ).
إذا كانت قمة جبل إفرست ( أعلى جبل على الأرض بارتفاع يَبلغ 8,848 مترًا ) قد وُضعت في أعمق نقطة في خندق ماريانا ، فسيَظل هناك 2,076 مترًا من الماء فوقها !!
جزء من نظام قوس إيزو -بونن- ماريانا يُشكل حدودًا بين صفيحتين تكتونيّتين ، حيث أن الحافة الغربية لصفيحة الهادئ تزلق تحت صفيحة ماريانا الصغيرة .. بسبب أن صفيحة الهادئ هي أكبر الصفائح التكتونية على الأرض على الإطلاق ، وقد مضى على المادة القشرية عند حافتها الغربية وقت طويل منذ تكونها ( قبل ما يَصل إلى 170 مليون عام ) مما جعلها تكتنز وتصبح كثيفة للغاية ، فإن ارتفاعها يَختلف بشكل هائل بالنسبة إلى صفيحة ماريانا عند النقطة التي تنزلق فيها قشرة صفيحة الهادئ .
وهذه المنطقة العميقة هي مكان خندق ماريانا .. وحركة هاتين الصفيحتين مسؤولة أيضًا عن تكوّن جزر ماريانا .
عند قاع الخندق حيث تلتقي الصفيحتان ، يُولد عمود الماء ضغطًا يَبلغ 108.6 ميجا باسكال ، وهذا يُعادل أكثر من ألف ضعف الضغط الجوي القياسي عند مستوى البحر .
وتقع فيها محمية خندق ماريانا الوطنية .
بسبب أن الأرض ليست كرويّة تمامًا ، فإن الخندق ليس أقرب جزء من قاع البحر إلى مركز الأرض -فجزء من قاع المحيط المتجمد الشمالي أقرب بـ 13 كيلومترًا على الأقل إلى مركزها من قاع الخندق .
– سبب التسمية :
وتعود تسمية الخندق لجزر ماريانا المسماة بواسطة أنجولا عام 1668م ، و التي كانت مستعمرة إسبانية ، وقد سُميت الجزر بهذا الاسم تكريمًا لملكة إسبانيا ماريانا من النمسا أرملة ملك إسبانيا فيليب الرابع .
– الحياة في الخندق :
في أوائل عام 2010م ، كشفت دراسة للحياة في خندق ماريانا عن وجود مركبات لكالكاريوس في عيّنات أُخذت من عمق تشالنجر ، وهي عبارة عن صفائح من كربونات الكالسيوم لطحالب صغيرة تسمى ” الكوكّولِثوفورات ” ، إضافة إلى شظايا من أشكال حياة من العوالق ، وقد بنت هذه المخلوقات المجهرية بيوتها من مواد مثل السيليكا والمعادن مثل الكوارتز ، والتي يُعتقد أنها وصلت إلى هذا العمق عن طريق ” ثلج بحري ” سريع الغرق انجرف في المحيط .
– مغامرة :
مغامر أمريكي تمكن من الغوص إلى أعمق بقعة على سطح الكوكب ، ووثَّق رحلته وجولته هناك ، ولكنه فوجئ بما وجده في تلك المنطقة وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لحياتنا اليومية فوق سطح الأرض .
تمكن رجل أعمال مغامر من الوصول إلى أعمق نقطة معروفة في العالم ؛ وهي قعر ما يُسمى بـ” خندق ماريانا ” في أعماق المحيط الهادي ، ولكنه وجد مفاجأة في انتظاره هناك تدق نواقيس الخطر .
فقد استطاع رجل الأعمال الأمريكي فيكتور فيسكوفو توثيق واستكشاف المنطقة المسماة بـ” تشالنجر ديب ” ، والتي تعتبر أعمق نقطة على سطح الكرة الأرضية ، إذ يبلغ عمقها 11.03 كم ، ولكنه وجد كيسًا بلاستيكيًّا هناك .
قام المغامر الأمريكي فيسكوفو بالغطسة هذه في الثامن والعشرين من أبريل / نيسان كجزء من بعثته المسماة ” الأعماق الخمسة ” ، والتي يحاول فيها الوصول إلى أعمق بقعة في كل محيطات العالم الخمسة .
وأثناء جولته في ” تشالنجر ديب ” ، التي دامت حوالي أربع ساعات ، وثَّق المليونير الأمريكي عددًا من الكائنات البحرية الحية ، والتي قد يكون من بينها كائن جديد ، بالإضافة إلى كيس بلاستيكي وغلاف لقطعة حلوى !
ولو ثبتت صحة هذا الزعم ، ستكون هذه ثالث مرة يتم فيها توثيق وجود كيس بلاستيكي في أعمق بقعة على سطح الأرض .
وكانت دراسة علمية ، بحسب ما ذكر موقع ” ناشونال جيوجرافيك ” الإلكتروني ، قد كشفت وجود قطع متناهية الصغر في جوف كائنات بحرية في ستة خنادق عميقة .
هذا ويعتبر ” خندق ماريانا ” منطقة غنية بالتنوع الحيوي ، إذ تم توثيق العديد من تشكيلات المرجان ، بالإضافة إلى أنواع من قناديل البحر وكائنات بحرية أخرى .
وفي دراسة تحليلية للعديد من الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت لتلك البقعة على مدى العقود الثلاثة الماضية ، أوضحت وجود كميات كبيرة من البلاستيك ، وخاصة البلاستيك المستخدم لمرة واحدة .
– الخلاصة :
وخلصت الدراسة، المنشورة عام 2017م ، إلى أن نسبة التلوث البلاستيكي في ” خندق ماريانا ” تزيد عن بعض أكثر الأنهار تلوثًا في الصين ، واستنبط معدو الدراسة أن التلوث الكيميائي في الخندق قد يكون مصدره التحلل الجزئي للنفايات البلاستيكية المترسبة هناك .
– تفاصيل أكثر :
خندق ماريانا (Mariana Trench) :
الخندق يقع في غرب المحيط الهادي ، شرق الفلبين على حوالي 120 ميلًا إلى الشرق من جزر ماريانا .
الخندق يعتبر جزءًا من محمية ونصب تذكاري لحماية الحياة المائية ، وهذه المحمية تغطي مساحة تبلغ 95 ميلًا مربعًا .
أعمق نقطة في الخندق تُعرف باسم ” تشالنجر ديب ” ، والتي يبلغ عمقها حوالي 11.03 ألف متر .
هذا العمق الشديد يجعل الضغط قويًّا للغاية في القاع ، وقد يصل ضغط الماء إلى ثمانية أطنان لكل بوصة مربعة .
درجة الحرارة تنخفض حسب العمق ، وفي أعمق جزء تصل درجات الحرارة إلى ما بين 0 الى 3 درجة مئوية .
– اكتشاف خندق ماريانا :
في سنة 1960م ، تم القيام بأول رحلة إلى قاع خندق ماريانا إلى تشالنجر ديب ، ولم يتمكن العلماء من رؤية الكثير .
تم القيام برحلات إلى خندق ماريانا منذ ذلك الحين لرسم خريطة للمنطقة وجمع العينات ، لكن لم يتمكن البشر من الوصول إلى القاع سوى في سنة 2012م ، وقد كان جيمس كاميرون أول رجل في التاريخ يصل إلى أعمق نقطة على كوكب الأرض .
– سيرينا ديب :
هو موقع تم اكتشافه من فريق من العلماء في سنة 1997م ، على بعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشرق من تشالنجر ديب ، يبلغ عمقه حوالي 10 آلاف متر ، وهو بذلك يكون ثاني أعمق موقع على كوكب الأرض .
بالمقارنة ، يبلغ ارتفاع جبل إيفرست ، أعلى قمة على سطح الأرض ، ما يقرب من 8.8 ألف كم فوق مستوى سطح البحر ، أي أقل من عمق سيرينا ديب وخندق ماريانا .
– العثور على سمكة شبح في قاع خندق ماريانا :
08.07.2016 | 18:50 بتوقيت جرينتش
من بين الاكتشافات الغريبة غير المعتادة كان العثور على سمكة من فصيلة Aphyonidae .
في السابق توجد صور ميتة لها فقط .. هذه الأسماك عادة على طول 2000 – 6000 متر وعرض جسمها لا يتجاوز 10 سم ، برأس صغيرة الحجم وجسم شفاف وعديم الحراشف ، وهي تفتقد لأكياس العوم كبقية السمك .
والجميع يعلم أن جبل إيفرست يمثل تحديًا كبيرًا لمتسلقي الجبال في كل مكان بسبب ارتفاعه الشاهق والظروف الجوية المرتبطة به ، لكن إذا تم وضع جبل إيفرست في خندق ماريانا فسوف تظل قمة الجبل أكثر من ميل واحد تحت الماء .
وسبحان من هذا خلقه .