خطاط القرآن :
هو الحاج عثمان ، خطاط المصحف الفنان ، الذي عاش حياته مع القرآن ، كتبه بإتقان ، وسَطَّره بإحسان : الفاتحة والبقرة وآل عمران ، والمؤمنون والنور والفرقان ، والشورى والزخرف والدخان ، والنجم والقمر والرحمن ، والمدثر والقيامة والإنسان ، وكل سورة في هذا الميدان ، ويا له من ميدان .. فالقرآن هو العنوان .
اللهم ثَقِّل له بها الميزان .
فقد قلَّد الأُفق بالياقوت والمرجان .
كأنه وردةٌ حمراءُ زاهيةٌ … في الخُلد قد فُتِّحت في كف رضوان
ولد عثمان طه في ريف مدينة حلب سنة 1352هـ الموافق 1934م .. والده هو الشيخ عبده حسين طه إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد .
أخذ مبادئ الخط من والده الذي كان يجيد خط الرقعة .. درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة حلب في الكلية الشرعية الخَسرَوِّية ، وتتلمذ في هذه الفترة على مشايخ الخط في مدينة حلب ، منهم : محمد علي المولوي ، محمد الخطيب ، حسين حسني التركي ، وعبد الجواد الخطاط ، وأخيرًا إبراهيم الرفاعي خطاط مدينة حلب .
درس المرحلة الجامعية في مدينة دمشق ، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1383هـ الموافق 1964م .
حصل على الدبلومة العامة في كلية التربية من جامعة دمشق عام 1384هـ الموافق 1965م .
- دراسة الخط ونبوغه فيه :
في دمشق تعرَّف على محمد بدوي الديراني خطاط بلاد الشام ، وأخذ منه الكثير في الخط الفارسي ، وخط الثلث من عام 1379هـ الموافق 1960م وحتى عام 1967م .
كان يجتمع مع خطاط العراق هاشم محمد البغدادي حين يزور دمشق ، ويأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خط الثلث والنسخ .
حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي حامد الآمدي عام 1392هـ الموافق 1973م .
عُيِّن عضوًا في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجري في إسطنبول كل ثلاث سنوات منذ عام 1408هـ الموافق 1988م .. درس الرسم وعلم الزخرفة علي يد سامي برهان ، ونعيم إسماعيل .
- كتابة المصاحف :
كتب عثمان طه المصحف الشريف أكثر من ثلاث عشرة مرة ، وكلها بالرسم العثماني ، طُبِعَ أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي .
درس خط النسخ دراسة علمية أكاديمية ، وأجاد النوع الكلاسيكي منه ، ثم عزف عنه إلى أسلوب متميز في كتابة المصاحف ، ومن ذلك :
– تخلصه من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تعيق الضبط الصحيح .
– تخلصه من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ ؛ تفاديًا لالتباسها بحروفٍ أخرى مشابهة لها ، مثل : الهاء المشقوقة ، والميم المطموسة بأنواعها ، والراء المعكوفة ، وغير ذلك .
اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة ، وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كُتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة ، أي الحرف إلى جانب الحرف ، لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة ، كما يُلاحظ ذلك في مصاحف مجمع الملك فهد .
اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية ، كما في كثير من المصاحف المخطوطة ؛ وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسنُ الترتيب والتنسيق .
اكتسب خبرةً وعلمًا من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة ، واستفاد من آرائهم في هذا المجال .
- كتابة مصحف المدينة :
كتب طه أول مصحف في عام 1970م لوزارة الأوقاف السورية .
في عام 1988م جاء إلى المملكة العربية السعودية وعُيِّن خطاطًا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتبًا لمصاحف المدينة النبوية ، منذ عام 1408هـ الموافق 1988م .
يمتاز المصحف الذي استخدم خطه بأن كل الصفحات تنتهي مع نهاية إحدى الآيات .
كتب الخطاط عثمان طه بخط يده لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أربعة مصاحف ، وطبع منها ما يزيد على 200 مليون نسخة ، وُزعت على مختلف دول العالم .
- الجنسية السعودية لخطاط القرآن :
مُنح خطاط المصحف الكريم ” عثمان طه الحلبي ” الجنسية السعودية ، أواخر ديسمبر 2021م ؛ تكريمًا له وافتخارًا بما قدّمه من خدمة للعالم الإسلامي ، من خلال كتابته أكثر من 15 مصحفًا ، وتمت طباعتها عشرات الملايين حول العالم ، كما عمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة .
وعلقت أسرة خطَّاط مصاحف المدينة النبوية عثمان طه لـ ( العربية.نت ) معربة عن امتنانها لمنح والدهم الجنسية السعودية ، وأكدت أنه شرف عظيم خدمة بلاد الحرمين الشريفين .
ويُعد عثمان طه من أصحاب الكفاءات والخبرات والتخصصات النادرة ، الذين مُنحوا الجنسية السعودية بهدف فتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية ، بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية ، ويعود بالنفع على السعودية في المجالات المختلفة .
- تهنئة المعيقلي :
وقال إمام الحرم المكي ماهر المعيقلي في منشوره على فيسبوك : ” نبارك للخطاط العالمي ( عثمان طه ) خطاط المصحف الشريف بصدور الأمر الكريم بمنحه الجنسية السعودية “.