كتب الدكتور مصطفى محمود عن تزوير التاريخ المتعمد ، والذي يقومون بتدريسه للأجيال ، وهو مزور .
وفي البداية هذه نبذة مختصرة عن هذا الطبيب والفيلسوف والكاتب المصري الكبير :
الدكتور مُصطفى محمود طبيب وكاتب وفيلسوف مصري معاصر .
جذب الناس ببرنامجه الشهير ” العلم والإيمان ” الذي قدَّم منه أكثر من أربعمائة حلقة .
ألّف أكثر من ثمانين كتابًا في شتى أنواع المعرفة ؛ منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية ، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات .
يتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة .
تاريخ ومكان الميلاد : 27 ديسمبر 1921 ، شبين الكوم .
تاريخ ومكان الوفاة : 31 أكتوبر 2009 ، المهندسين ، الجيزة .
– كتب الدكتور مصطفى محمود رحمه الله تعالى :
لماذا يُدرسون لنا تاريخ نابليون الفاجر ويتم تلميعه لنا ؟!
ولا يذكرون لنا أنه قتـل ثلاثة آلاف أسيـر غــدرًا بعد ما استســلموا ! لماذا لا يذكرون أنه ذهب إلى القدس ، وقال : آن الآوان أن يعود اليهود إلى بلادهم .. لماذا لا يذكرون أنه كان يقتـل بالأمر المباشر رموز البلد ؟! وكان يُعـلق رؤوسهم على مداخل البلد .
لماذا لا يذكرون أنه دخل الأزهر بالخــيول وذبح الشيوخ وطلبة العلم العميان ؟!
لماذا يدرسون لنا تاريخ كليوباترا ؟!
( رغم أنها خائنة فاجرة منحرفة ).
ولا يدرسون لنا تاريخ عائشة وأسماء وآسيا زوجة فرعون رضي الله عنهن أجمعين .
لماذا يدرسون لنا تاريخ أفلاطون وسقراط ، ولا يدرسون لنا تاريخ سلمان الفارسى رضي الله عنه ( الباحث عن الحقيقة ) ؟
لماذا يتطاول الأوباش على البخاري ومسلم وعلى عقبة بن نافع وتحذف سيرتهم من المناهج ؟!
لماذا يكتب الكُتَّاب المسلمون في التاريخ عن غير المسلمين ، وعندما يكتبون عنهم يكتبون بكل أدب وبعين الإجلال والتعظيم ؟! أما من فتحوا البلاد وحرروا العباد ، ونشروا العدل والمساواة بين الناس لا يُذكر لهم ذكر ؟! هل الأمر مقصود أن نفــقد هويتنا المسلمة رويدًا رويدًا حتى ننسلخ منها ويتكون جيل مسلم لا يعلم عن إسلامه شيئًا ؟!
هل المقصود من هذا هو انتشار الإباحية والفجور ، والأخلاق السيئة وعدم نشر العلم الصحيح ؟!
الغرب ليس لديهم أبطال حقيقيون في تاريخهم ؛ لذلك تجِدُهُم يعلّمون أبناءهم الشخصيات الوهمية ، ويُنتجون لهم الأفلام عن باتمان أو سبايدرمان أو سوپر مان ، ويظهرونهم يدافعون عن الأرض وعن بلادهم أمريكا !
يعلّمون أبناءهم هذه الشخصيات الوهمية ، ويتركون تاريخنا العظيم الذي تجد فيه :
أعظم قائد عسكري في التاريخ ؛ وهو خالد بن الوليد حطّـم إمبراطوريتي الروم وفارس في خمس سنوات فقط ، وفي معركة مُؤتة فقط تكسّر في يدهِ تسعة أسياف !! وفي معركة اليرموك ، هناك صحابي آخر إسمُهُ ” ضِرار بن الأزور ” كان الروم يسمونَه ” الشيطان عاري الصدر ” ؛ لأنه قبل المعركة قتـل عشرين قائدًا لهم مبارزةً ( واحدًا بعد الآخر ) وحطّـم معنوياتهم !!
وتلك البطولات لا يستطيعون القيام بها حتى في أفلامهم !!
وكذلك القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه ، كان عندما يَقف في مقدمة الجيـش فقط فذلك يعنى أنك انتصرت .
قال عنه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه : لا يُهزَم جيش فيه القعقاع .
ويوسف بن تاشفين ، أغضبوه فصعدَ للأندلس ، وهو في عمر 83 سنة وانتصر على الصليـبييــن انتصارًا ساحقًا ماحقًا لهم ، أخّر به سقوط الأندلس أربعة قرون ، ثم عاد إلى الصّحراء ليُكمِل حياته !!
والقائد موسى بن نصير ، كان أعرج عندما فتح شمال إفريقيا والأندلس .
ومحمد الفاتِح سيّر لهُم السفن برًّا ولم تصدّق أعينُهُم هذا الخبر حتى وجدوه في شوارِعِهِم قد فتح القسطنطينية ، الّتي لا يُمكن فتحها .
وهارون الرشيد كان يحج عامًا ويغزو عامًا .
وعُمر بن عبد العزيز في دولة الأمويين ، كان يحكم من الصين والهند إلى الأندلس ، ونشر فيهم العدل جميعًا ؛ حتى قال : انثروا القمح على رؤوس الجبال للطير كذلك ؛ حتي لا يُقال : جاعت نفس في عهد عمر بن عبد العزيز .
والمنصور بن أبي عامر ، لم يترُك أي أسيـر مسلم في سجـن أي كافـر بل حرّر الجميع ، وأعزّ الله به المسلمين وخاضَ 54 معركة لم ينهزم في واحدة منها قط !!
وأَلب أرسلان رحمه الله جمع له بابا الفاتيكان جيشًا من كل أوروبا قِوامُه 200 ألف جندي للقيام بالحملة الصلـيبية الثانية ، فالتقى بجيش السلاجقة المسلمين الذي كان قوامه 20 ألفا فقط ، ففازوا عليهم فوزًا ساحقًا ، حتّى إنهم أسَروا الإمبراطور الروماني لأول مرة في التاريخ !!
ومحمود الغَزنَوي رحمه الله ، فتحَ الهند ووجد فيها صنمًا عظيمًا يأتيه الناس من كلّ مكان ومن كل حدب وصوب ومن كل فج عميق ( مكانتُهُ عندهم مثل الكعبة عندنا ) ، وكان عدد من يقومون بخدمته وسَدَنَتهِ ( 50 ألف شخص ) ، فانتصر عليهم جميعًا ، وأغرَوْهُ بكلّ مال الدُّنيا ؛ حتى لا يهدِم الصَّنَم العجيب ، فتفكّر قليلاً ، ثم قال :
{ إذا ناداني الله يوم القيامة أُحبُّ أن يناديني أين محمود هادِم الصّنَم وليس أين محمود تارك الصَّنَم مُقابل المال }.
ولما وصل الفاتِح عُقبة بن نافع -رحمه الله- بخَيلِه إلى المحيط الأطلسي ، حتى غاصت قوائم خيله بالماء نادى بصوت عالٍ قائلًا :
{ اللهم اشهد أني قد بلغتُ المجهود ، ولولا هذا البحر لمضيت أًقاتل مَنْ كفَــرَ بك حتى لا يُعبَد أحدٌ غيرك } ، والتفت عائدًا .
هؤلاء هم أبطالنا الحقيقيون ، علّموهم لأطفالكم ، فلسنا كمَن لا تاريخ لهم .
كما يُحاولون إيهامنا بذلك حتى يحطّمونا ثم يستعبدونا .
فمن لا تاريخ له لا مستقبل له .
رحم الله الدكتور مصطفى محمود رحمة واسعة .