– قال الله تعالى : ” أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ” (النحل : 79) ، وذكرها الملك سبحانه وتعالى كأمة من الأمم ، لها نظام حكيم ، فقال عز من قائل : ” ومَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ” (الأنعام : 38) ، فالطير أمّة ، و هي من المسبحات لله تعالى ، تقوم بوظيفة التسبيح والتعظيم له جل في علاه ؛ كالطير الذى كان يردد التسبيح مع نبي الله داود عليه السلام ، وكان جندًا من جنود سليمان ، ورزقًا طيبًا أنعم الله به على بني إسرائيل ، فالكل آيةٌ من آيات الله تعالى ، وجندٌ من جنوده .
– ومن الطيور التي ذُكرت في القرآن الكريم : طائر السَّلوَى ، والذي جاء ذكره في قصة الأمة العجيبة ؛ أمة بني إسرائيل كنعمة أنعم الله بها عليهم ، يقول الله تعالى : ” وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ” (البقرة : 57) .
– وعلاقة الطير بالأنبياء عليهم السلام ، هى علاقة ودٍّ ومحبة ، وتعاون ، وتبليغ للرسالة السماوية التى كُلِّف الأنبياء بها ، فعن سيدنا داود عليه السلام يقول الله تعالى : ” وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ ” (سبأ : 10) .
– كما ذكر القرآن الكريم أن الطير هى آية لهداية المؤمنين ، قال تعالى مخاطبًا الناس جميعًا : ” أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرٰتٍ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لأَيٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ” (النحل : 79) .
– كما ظهرت الطيور مُعلِّمًا للإنسان ومُهذِّبًا في بعض الأحيان ، وكثيرًا ما يأخذ الناس من الطير والحيوانات دروسًا وعبرًا تفيدهم فى حياتهم ، وقد سَجَّل القرآن الكريم شيئًا من هذه القصص التي كانت موجهة إلى الإنسان ، فى الكثير من الآيات الكريمة ، منها قصة الغراب المعلم فى سورة المائدة قال تعالى : ” فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ” (المائدة : 31) .
– جاء ذكر الهدهد في القرآن الكريم مرة واحدة ، في قوله عز وجل : ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ” (النمل : 20) .
– والغراب ذُكر مرتين في قوله عز وجل : ” فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّادِمِينَ ” (المائدة : 31) .
– أما الأبابيل ذُكرت مرة واحدة في سورة الفيل : ” وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ” (الفيل : 3) .
– والسلوى ذُكرت 3 مرات : ” وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ” (البقرة : 57) .
آيات ورد فيها ” طير ” :
” وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ” ﴿الواقعة : 21﴾ .
” قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ” ﴿البقرة : 260﴾ .
” أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ” ﴿آل عمران : 49﴾ .
” فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ” ﴿آل عمران : 49﴾ .
” وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي ” ﴿المائدة : 110﴾ .
” فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ” ﴿المائدة : 110﴾ .
” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ” ﴿الأنعام : 38﴾ .
” وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ ” ﴿الأعراف : 131﴾ .
” أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ” ﴿الأعراف : 131﴾ .
” إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ” ﴿يوسف : 36﴾ .
” وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ ” ﴿يوسف : 41﴾ .
” أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ” ﴿النحل : 79﴾ .
” وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ” ﴿الإسراء : 13﴾ .
” وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ” ﴿الأنبياء : 79﴾ .
” وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ” ﴿الحج : 31﴾ .
” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ” ﴿النور : 41﴾ .
” وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ” ﴿النمل : 16﴾ .
” وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ ” ﴿النمل : 17﴾ .
” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ ” ﴿النمل : 20﴾ .
” قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ” ﴿النمل : 47﴾ .
” قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ” ﴿النمل : 47﴾ .
” وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ” ﴿سبأ : 10﴾ .
” قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ” ﴿يس : 18﴾ .
” قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ” ﴿يس : 19﴾ .
ندعوكم لقراءة : الحمام واليمام
طيور جاء ذكرها في القرآن الكريم :
1- الهدهد :
– يتميز طائر الهدهد بجمال ، وروعة صوته ، ويُعد موطنه الأصلي أوروبا ، وآسيا ، وشمال إفريقيا ، وجنوب الصحراء الكبرى ، ومدغشقر ، ويشتهر بتاجه المميز من الريش .
– وتم التعرف على ثلاثة أنواع حية من طائر الهدهد .
يتنوع طائر الهدهد ما بين الأوراسي ، وهدهد مدغشقر ، والهدهد الإفريقي ، وأنواع لم تُعرف بعد .
– في فصل الشتاء تقوم معظم أنواع طائر الهدهد بالهجرة من أوروبا وشمال آسيا إلى المناطق الاستوائية ، ويظل طائر الهدهد الإفريقي مستقرًّا طوال العام .
– وعلى الرغم من وجود تناقص في أعداد طائر الهدهد إلا أن أعداده كبيرة ، لا يعتقد بأن هذا التناقص سريع لدرجة أن يصبح طائر الهدهد من الحيوانات المهددة بالانقراض ؛ ولذلك لا يتلقى هذا الطائر الكثير من الاهتمام .
– يبلغ طول طائر الهدهد ما يقرب من 25-29 سنتيمترًا ، فيما يزن حوالي 57 جرامًا ، ويبلغ طول جناحه 44-48 سنتيمترًا ، وريشه يتميز باللون البني المائل للوردي في منطقة الرأس والأكتاف ، وأجنحته عريضة ومستديرة ، ورأسه على شكل تاج مع ريش طويل ذي لون كستنائي .
– تُعتبر الريشة التي توجد فوق رأس طائر الهدهد بمثابة قرون استشعار حيث طبيعتها تكون إلى الوراء ، ولكن إذا شعر بالخوف ينفرد على شكل دائري جميل ، ويتميز بمنقاره ذي اللون الأسود الطويل والنحيف والمنحني قليلًا.
– كما يشتهر طائر الهدهد بصوته الرائع المميز ، كما يُعَدّ من الطيور التي تطير في مستويات منخفضة ، وتتميز بنمط طيران غير منتظم ؛ حيث يقوم في الطبيعي بالطيران على مستويات منخفضة ، ولكنه إذا تعرض للاعتداء من مفترس ، يقوم فورًا بالطيران على مستويات عالية ؛ ليهرب من المفترس .
– ولدى الهدهد الإفريقي تكنيك دفاعي خاص به ؛ حيث يقوم بإلقاء نفسه على الأرض على ظهره جاعلًا منقاره مستقيمًا باتجاه الأعلى ، ويقوم بفرد أجنحته وذيله عند تعرضه لأي هجوم .
– ويعتبر الهدهد من الطيور التي تحب العزل ، فهو ليس اجتماعيًّا ، وتراه دائمًا وحيدًا ، أو بشكل أزواج فقط ليس أكثر .
ولا يرتبط الهدهد بشريكة أخرى ، إلا بعد وفاة شريكته ؛ فهو أحادي الزوج .
– وتلاحظ تواجد أعشاش طائر الهدهد في ثقوب الأشجار، وأحيانًا يضطر لبناء أعشاشه أو يستعمل الجحور الأرضية .
– وتضع أنثى الهدهد حوالي 5-7 بيضات زرقاء أو خضراء اللون ، وتقوم الأنثى باحتضان البيض لمدة 14-20 يومًا ، وعند الفقس تكون الصغار عاجزة وعارية ومكفوفة ، ولكن ذكر الهدهد يتولى تغذية الصغار ، وبعد ذلك يتولى كلا الوالدين المهمة .
2- الغراب :
– الغراب ( جمعه : غِرْبَان ) ، وهو جنس من الطيور ينتمي إلى فصيلة الغرابيات ، وهو من الطيور المعروفة في كثير من أصقاع الكرة الأرضية ، كما تتعدد أنواعه وأشكاله وفصائله ، وإن غلب عليه اللون الأسود الذي يُطلق عليه الغراب النوحي .
– يتميز الغراب بهيبة صوته الذي جعل الناس تتشاءم من رؤيته أو سماع صوته ، إضافة إلى لونه الأسود القاتم .
– والغراب تجذبه الأشياء اللامعة والملونة كثيرًا ، وليس مُستَغرَبًا أن يجد الناس في أعشاش الغِربان قطع الصابون الملونة والأشياء المذهبة اللامعة .
– يُعْتَبَر الغراب من الطيور المفيدة صديقة الفلاح ؛ إذ إن الغراب يتغذى على الآفات والحشرات شأنه في ذلك شأن الهدهد وأبي قردان.
– يتميز الغراب بمستوى ذكاء مرتفع نسبيًّا مقارنة مع غيره من الطيور ، حيث يمكنه أن يستخدم الأدوات ، ويبنيها كذلك .
” هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ” (لقمان : 11) .